مدة القراءة

5 دقائق

هل صعد الإنسان على سطح القمر حقاً ؟

3555 قراءة

أظهرت إستطلاعات الرأي والإحصائيات في عام 1970 تحديداً بعد إتمام الرحلة بأن 20% من الشعب الأمريكي لم يصدق صعود المركبة الفضائية أبولو 11 على سطح القمر ، حيث ظهرت العديد من التحليلات والبراهين المبنية على أساس ” نظرية المؤامرة ” التي تشكك بصحة هذه الرحلة.

الدوافع :

– التحد الإعلامي وضغوط الحرب الباردة : 

تعتبر روسيا في ظل الإتحاد السوفييتي أول دولة تخرج إلى الفضاء الخارجي، حيث يعتبر رائد الفضاء الروسي يوري ألكسيافيتش جاجارين هو أول انسان يصعد إلى الفضاء الخارجي ويدور حول الأرض وذلك في عام 1961م. وفي خضم الصراع المحموم في الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أخذت على عاتقها تحديا استراتيجيا بأن تحقق إنجازا في مجال اكتشاف الفضاء الخارجي يفوق أهمية ما قام به السوفييت.

– الصراع التكنولوجي والحرب الباردة:

في ظل الصراع العلمي والتكنولوجي في الحرب الباردة بين القوتين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبعد نجاح الأخيرة في إطلاق أول قمر صناعي وأول إنسان للفضاء . كانت الولايات المتحدة تحتاج إلي رد قوي وسريع على ذلك حتي تتمكن من استعادة هيبتها. وكانت فكرة “هبوط الإنسان على القمر” تمثل انتصارا علميا ساحقا على السوفييت وانجاز بشري غير مسبوق . وتوجَّب أن الإنجاز فريدا بحيث يعجز الاتحاد السوفييتي عن القيام به.

الأدلة والبراهين:

هذه هي أبرز نقاط التشكيك في صحة الرحلة والتي أبرَزها العلماء منذ 1970 إلى الآن:

العلم الأمريكي:
علميا لا توجد رياح على سطح القمر وكان العلم الأمريكي يرفرف كما ظهر في إحدي الصور.

عدم وجود أي آثار للنجوم في السماء:
حيث أن جميع الصور تظهر السماء كاحلة بدون أي آثار للنجوم أو لأي أَجرام سماوية. 

مصدر الإضاءة المجهول:
من المعروف أن أشعة الشمس هي المصدر الوحيد للإضاءة على سطح القمر. وهذه الاشعة تنعكس بشكل كامل مما يمنع الرؤية في منطقة الظل، ولكن إحدي الصور أظهرت أحد الرواد عند صعوده للمركبة بحيث ظهرت بعض أجزاء جسمه وبعض المعدات، مما يبعث بشكٍّ كبير أن الضوء المستخدم هو ضوء استديوهات وليس على القمر!

عدم وجود آثار للمركبات:
أظهرت الصورة الملتقطة عدم وجود آثار على سطح التربة لقوائم المركبات أو المحرك السفلي وكأنها لم تتحرك من مكانها بالرغم أنه من المفترض أن هذه المركبة هبطت على هذه البقعة. وهو شيء مريب وغير منطقي!

درجة حرارة القمر:
من المعروف علميا أن درجة حرارة القمر نهارا تصل إلى 123° و(-153°) ليلا وذلك يتطلب وجود بذلات ذات مواد وتصميم صعب ويجب توفُّر أجهزة تبريد وتدفئة خاصة لتخفيف هذه الدرجات العالية وأيضًا أجهزة لمعالجة فروق الضغط وغيرها وهو ما يتطلب تقينات عالية غير متوفرة في ذلك الوقت.

فقر الامكانيات التكنولوجية:
يعتقد العلماء أن الامكانيات التقنية الموجودة وقتها لا تسمح بالوصول إلى القمر بدليل عجز ناسا عن تكرار الحدث بعد أربعين عاما بالرغم من التطورات الهائلة في مجال التكنولوجيا.

عدم الضرر أو حدوث أي إصابة أو تلوث:
أقر علماء ومعهم عالم فضاء سوفيتي بوجود طبقة من موجات حزام فان آلن الإشعاعي إضافة إلى طبقة سميكة من الإشعاع الذري حول القمر مما يجعل اختراق الإنسان لهذه الطبقة دون الاصابة بالسرطان أو تقرحات جلدية أمرا مستحيلا، وقد لوحِظ أنّه لم يصب أي من رواد فضاء رحلة أبولو 11 بأي أذىً.

المنطقة المجهولة:
يعتقد هؤلاء العلماء أن مسرح هذه العملية من أولها لآخرها كانت في صحراء نيفادا وتحديدًا في منطقة عسكرية حساسة تسمى “المنطقة 51″، حتى تاريخ اليوم يتم منع  أي شخص يقترب من هذا المكان. ورجح البعض أن طبيعة المكان تكاد تكون مشابهة لما جاء بالصور.

الرد على هذه المزاعم:

قام بعض العلماء بالرد على هذه المزاعم أنها ناقصة وغير مكتملة الصورة ولم يتم التحقيق فيها بأسلوب علمي محض. فلا يعقل أن تغامر الولايات المتحدة بسمعتها وهيبتها إذا تم اكتشاف تزييف هذه الرحلة. ولا يمكنها إنفاق هذا الكم من الأموال نظير رحلة مزيفة لن تستفيد منها علميا خاصة وأنه نتج عن الرحلة بالفعل العديد من الاكتشافات العملية الفريدة. وفيما يلي بعض الردود من العلماء:

– في الصورة الأولى يظهر العلم مرفرفاً وكأن نسيما عليلاً يحركه، ومن المفترض عدم وجود هواء على سطح القمر، يقول مؤرخ الفضاء “Roger Launius” في المتحف الوطني للفضاء في العاصمة واشنطن -وذلك رداً على المشككين- أن العلم يتحرك لأنه قد ثبت في الأرض قبل لحظات من التقاط الصورة وحركته هي نتيجة لتثبيته ومن ثم تركه. ومن الجدير بالذكر هو أنه بسبب عدم وجود الرياح ولا الجاذبية على القمر فإن العلم يبقى محافظاً على شكله إلى أن يقوم الرائد بتغيير شكله.

– هذه إحدى أشهر الصور التي يظهر فيها رائد الفضاء نيل آرمسترونغ -أول إنسان تطأ قدمه سطح القمر- وهو يرتدي خوذة عاكسة، ويظهر في الانعكاس صورة لرائد الفضاء الآخر، واذا كان قد مشى على سطح القمر آنذاك فقط رائدا فضاء اثنان، أحدهما ماثل أمامنا والآخر تعكس صورته الخوذة، ولا أثر لأي كاميرا، فمن الذي قام بالتصوير؟ رداً على هذا يقول رائد الفضاء “Phil Plait” الحاصل على جائزة تأليف Bad Astronomy ورئيس مؤسسة James Randi Educational Foundation أن الكاميرا مثبتة على صدر رائدا الفضاء، ولكن كما نرى في الصورة فأيدي الرائد قريبة من صدره والكاميرا ليست قرب الخوذة ولا هي موجهة لإلتقاط الصور.

– خلفية الصور التي التقطوها خالية من النجوم، ولم يعطي الرواد أي تفسيراً لهذا، ولكن حقيقة الأمر هو أن سطح القمر يعكس أشعة الشمس بالكامل، وبالتالي فالوهج الناتج من الإنعكاس يجعل من الصعب رؤية النجوم.

– هذه الصورة التقطت للمركبة بعد الهبوط على سطح القمر، وكما ترون فهي قابعة على أرض مستوية، ووفقا للمشككين فإنه من المفترض أن يكون قد تشكل سحابة غبار كبيرة من أثر الهبوط، ومن المفترض أيضا تشكل حفرة كبيرة أسفل المركبة، ورداً على المتشككين قال “Smithsonian’s Launius” إن محركات الهبوط قد خفت حركتها قبل الهبوط مما لم يثير الغبار وكما لم يؤدي إلى حصول حفرة تحت المركبة.

– يبدو في الصورة رائد الفضاء “Buzz Aldrin” واقفا في ظل مركبة الهبوط ومع هذا فهو واضح كل الوضوح في الصورة، والمشككين يقولون أن الظلال في صور رحلة أبولو 11 تبدو غريبة، فبعض الظلال لا تظهر بشكل متوازي، وبعض الأجسام تبدو مضاءة جيدا رغم وجودها في الظل، وكأن الاضاءة قادمة من عدة مصادر “كاستوديو التصوير”، مع أن المصدر الوحيد للاضاءة على القمر هو الشمس، يقول “Launius” – رداً على المشككين – بأن هناك عدة مصادر للضوء فهناك الشمس وهناك الارض التي تعكس الضوء مما ينعكس على سطح القمر، وأضاف بأن سطح القمر غير مستوي مما يعكس الضوء في عدة اتجاهات وبالتالي تظهر الظلال غير متوازية.

– عند انتهاء الرحلة ترك الرواد ورائهم أجزاءً من المركبة وتركوا العلم الأمريكي وبعض التذكارات وتركوا جهاز مقياس الزلازل الذي يقوم “Buzz Aldrin” بتعديله في الصورة أعلاه، يقول المشككون أنه باستطاعة العلماء وباستخدام تلسكوب الفضاء هابل Hubble Space Telescope أن يروا هذه الأشياء التي قد تركت على سطح القمر، ولكن … لا شيء يرونه قد ترك هناك !!، ورداً على المشككين يقولون بأنه لا يوجد تلسكوب على وجه الارض يستطيع رؤية الأحجام الصغيرة من على هذه المسافة، حيث رؤية أي جسم على وجه القمر يجب أن يكون حجمه أكبر من حجم أي منزل.

لذلك مع أي رأي أنت ؟
الرأي الذي يتوافق مع نظرية المؤامرة ،أم رد العلماء على هذه المزاعم؟