مدة القراءة

2 دقائق

من أنت بالضبط؟

2650 قراءة

هل فكرت يومًا عن السبب الحقيقي وراء وجودك في الدنيا؟ هل شغلك سؤالك في أحد اللحظات حول الشيء الذي ينبغي عليك فعله في حياتك؟ هل جلست يومًا وسألت نفسك بشكلٍ واضح وصريح “من أنا بالضبط؟”

لعلك منذ اللحظة الأولى، التي تبدأ فيها إدراك ما يحدث حولك، تتساءل حول إجابة هذه الأسئلة، وسنحاول سويًا أن نجيب على هذا السؤال في المقال.

الهدف من وجودك في الحياة

توجد مقولة للكاتب مارك توين يقول فيها “أكثر الأيام أهمية في حياتك هما اليومان الذي تولد في إحداهما، وفي الآخر تعرف السبب الذي وُلدت من أجله.”

وهذه الجملة واقعية تمامًا، فنحن نظل نبحث عن أنفسنا، نريد أن نعرف السبب الذي يميز وجودنا في الحياة، يجعلنا مختلفين عن غيرنا من الأشخاص.

وفي نفس الوقت كنت أتساءل حول فكرة هامة بالنسبة لي، وهي لماذا يوجد من يفكرون كثيرًا حول الهدف من وجودهم حتى يجدوه، في حين أن هناك العديد من الأشخاص الذين لا يصنع هذا الأمر فارقًا معهم، يعيشون الحياة كما هي دون أي وجهة يتحركون إليها.

عندما أفكر في الأمر أجد أن الأمر يتمثل في قناعتنا الشخصية، ورؤيتنا لأنفسنا من الداخل. وأن الفيصل بين من يسعى إلى شيءٍ في حياته، وبين من لا يهتم بأي شيء، هي اللحظة التي تحدث عنها مارك توين، اليوم الثاني الذي ندرك فيه السبب الذي ولدنا من أجله.

من يدرك هذه اللحظة، فإنه يضع نفسه على أول الطريق في رحلة البحث عن ذاته، وفي هذا الوقت سوف يدرك السبب من وجوده في الحياة، وسيبدأ من هنا في البحث عن الدور الذي يجب أن يؤديه، وبالتالي سيجد نفسه قادرًا على إجابة سؤال “من أنا بالضبط؟”.

لا مزيد من النسخ!

أثناء رحلة بحثك عن ذاتك، تجنب أن تصنع منها نسخة لأشخاص آخرين. وهي آفة في حياتنا، أننا نحاول دائمًا أن نصبح مثل غيرنا، وعندما ننتهي نجد أننا لم نحقق لنا شيئًا، كل ما فعلناه هو أن أصبحنا نسخة من آخرين يعيشون حولنا. وربما عندما ننتهي من الرحلة لا نشعر أننا أدركنا ما نريده، لأن ما فعلناه لم يعبّر عن ذاتنا بعد.

ولذلك من البداية عليك أن تعرف أن ما يناسب غيرك، قد لا يناسبك أنت أبدًا. وما تراه يعبر عنك ويحقق ذاتك، بالنسبة لغيرك قد يكون شيء بلا معنى. فما دمت تؤمن أن ما تفعله هو ما يعبر عنك، وأن هذا سوف يأخذك إلى الطريق، تمسك به دون النظر إلى أي محاولات للإحباط. بالطبع هناك تعليقات تستحق الالتفات إليها والاستفادة منها في تحسين حياتك، لكن هناك تعليقات أخرى لا فائدة منها، وقناعتك بما تفعل هو ما سوف يساعدك في تجاوز هذه التعليقات.

التجربة

التجربة هي المعلم الأقوى بالنسبة لنا. كلما أدركنا المزيد من التجارب، كلما قطعنا خطوات في الطريق نحو بلوغ الهدف الذي نريده.

يظن البعض أن التجربة شيء سلبي لأنه يعرضنا للفشل، بالنسبة لي، فالفشل هو أن يتوقف الإنسان عند نقطة معينة ولا يتابع الطريق، أو أن يكرر نفس الأخطاء التي ارتكبها في المرة الماضية. لكن عدم نجاح تجربة ما، فهو خطوة في الطريق لا شك في ذلك، أو كما قالها توماس إديسون “أنا لم أفشل، وجدت 10 آلاف طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها.” وهذا هو الغرض من التجربة في وجهة نظري.

ليست هذه هي الخطوات الوحيدة بالطبع، لكن أظن أنها سوف تساعدنا على أن نقطع شوطًا كبيرًا في طريق الوصول إلى ذاتنا في النهاية، كل ما علينا هو ألا نتوقف عن السؤال والبحث طوال الوقت.