مدة القراءة

2 دقائق

معلّمك على الإنترنت في خدمتك

2353 قراءة

كثيرًا ما أتساءل حول المستقبل الذي سوف نصل إليه، وكيف يمكن للتكنولوجيا التأثير علينا في الوقت الحالي، وإلى أين ستقودنا؟

كل هذه التساؤلات تدور في ذهني في العديد من القضايا، ومن بينها بالطبع التفكير في قضية التعليم كواحدة من أهم الأفكار التي أهتم بها.

فمثلًا هل يمكن أن يحدث تراجع في دور المؤسسات الموجودة في الواقع؟ لتترك مجالًا لأولئك الذين يعملون عبر شبكات الإنترنت.

حتى يمكننا التفكير في هذا الأمر بصورة أوضح، نحن في حاجة إلى العودة بالزمن إلى الوراء قليلًا، قبل ظهور شبكة الإنترنت، وحتى بعد أن ظهرت بفترة قليلة لم تكن قد حصدت خلالها الانتشار الكبير كما هو الوضع حاليًا.

هيمنة التكنولوجيا

في بداية ظهور شبكة الإنترنت، لم يكن أحد يعلم بعد ما الذي يمكن أن يفعله هناك بالضبط، فكعادة أي جديد فإننا نأخذ وقتًا طويلًا لاستيعابه بالشكل الصحيح، أو الوثوق في أنّه يمكننا الاعتماد عليه.

أتذكر مثلًا والدي أثناء إعداده لرسالة الدكتوراه الخاصة به، نصحه العديد من الأشخاص باستخدام الإنترنت لمساعدته، لكنّه لم يكن على ثقة كاملة من الأمر.

فبالتأكيد أجدني أضع نفسي في مكانه، وأفكر كيف يمكن لشيءٍ مجهول مثل هذا أن يقدم لي نتائج دقيقة لما أبحث عنه؟ وكيف يمكنني الثقة في أنّه يقدم لي الصواب.

الآن، يمكننا القول بشكل قوي وواضح، أنّ أغلب الناس أصبحت تستخدم شبكة الإنترنت في إجراء أي أبحاث مطلوبة منها.

حتى أنّ الشخص الذي لا يفعل ذلك، فإنّه يتلقى سخرية البعض أحيانًا، لأنّه ما زال متمسكًا بالمكتبة التقليدية واللجوء إليها لعمل أبحاثه، رغم أنّ دقة الأخيرة قد تكون أعلى في الكثير من الأحيان، لمن لا يعرف كيف يبحث على الإنترنت فيصل إلى نتائج مضمونة، ولا سيما مع سهولة أن يكتب أي شخص في أي شيء على المنصات.

لذلك فالأمر يحتاج إلى حذر دائم في التعامل معه، ومع ذلك فإن الاعتماد على الإنترنت يزداد يومًا بعد يوم، وندرك كيف أن المستقبل للتكنولوجيا، ومع هذا أتساءل عن الدور الذي يمكن للتكنولوجيا أن تلعبه في التعليم.

كيف سيكون دور التكنولوجيا في التعليم؟

أظن أن التكنولوجيا بدأت تلعب دور القناة التي تربط بين مختلف الفئات في كل شيء حول العالم، الأمر الذي يمكن أن يؤثر في التعليم أيضًا، من خلال تراجع دور المدرسة كمنصة يلجأ إليها الطالب للتعلّم، فبدلًا من الذهاب إلى المدرسة للقاء المعلمين، فإن هؤلاء متواجدين على شبكة الإنترنت.

في الخارج ربما أدرك الغرب هذا الأمر، وظهرت الآن المنصات التي يتواجد عليها المعلم، ويسعى الطالب للقائه عبرها، ويدفع تكلفة التعلّم من خلال شبكة الإنترنت.

قديمًا ربما رفض الناس هذه الفكرة، لكن الآن تلقى ترحيبًا من العديد من الأشخاص، لأنهم هكذا يكون لديهم مساحة كبيرة في اختيار موضوع التعلّم الذي يريدونه، وكذلك اختيار المعلّم المناسب، من خلال مجموعة مختلفة من المعلمين الموجودين حول العالم.

وأعتقد أننا سوف نجد مثل هذه المنصات باللغة العربية قريبًا، والأمر بدأ من خلال ظهور منصة “خلّص” التي تقوم بالربط ما بين الخبراء في مجالات تعليمية متعددة، مع الطلّاب الذين يبحثون عمّن يساعدهم سواءً في إنهاء واجبات معينة، أو في تنفيذ مشروع دراسي، ولما لا لاحقًا يصبح التوجّه لأن يكون دور هؤلاء الخبراء هم التدريس للطالب.

تعمل المنصة من خلال أن يقوم الطالب بتقديم طلبه بشكل مجاني، ويحدد الميزانية التي يريدها للمشروع، ثم يقوم الخبراء بمشاهدة طلبه والتقديم، وعند الانتهاء من التنفيذ يحصل الخبير على المقابل المادي المتفق عليه مسبقًا.

يمكنك الدخول إلى منصة خلّص: من هنا

في اعتقادي أن هذه المنصات تعتبر تأكيد على قوة التكنولوجيا في حياتنا، وكيف أن وجود الإنترنت ساهم في خلق عالم كامل عليه، وصل إلى كل شيءٍ في حياتنا، حتى لو كان ذلك يعني حصولك على معلمٍ لك ليخدمك.