مدة القراءة

3 دقائق

مدخل إلى ريادة الأعمال (2 – 4)

3462 قراءة
1

أهلًا بكم في الجزء الثاني من سلسلة مدخل إلى ريادة الأعمال، في الجزء الأول تحدثنا عن مقدمة حول ما هي ريادة الأعمال، ولماذا نحتاج إليها في حياتنا.

سوف نتابع رحلتنا في هذا المقال بالحديث أكثر عن ريادة الأعمال من جانبين مهمين، الأول يتعلق بالأسباب التي تجعل البعض يرفض الدخول إلى عالم ريادة الأعمال، وبناءً على ذلك سوف نطرح في الجزء الثاني الأشياء التي نحتاج إليها للدخول في عالم ريادة الأعمال بالشكل الصحيح.

لماذا يرفض البعض ريادة الأعمال؟

كل شيء في الدنيا له إيجابيات خاصة به وسلبياته، لذلك فإن البعض قد يرفض العمل في مجال ريادة الأعمال، وذلك للأسباب التالية.

1- المخاطرة: وهو الشيء الأكثر تخويفًا لرواد الأعمال، ومن الخطأ أن يظن أحدهم أن المخاطرة يجب أن تكون مفتوحة، بل إنها يجب أن تكون محسوبة بشكل صحيح، لكن حتى مع ذلك، فإن البعض سيظل رافضًا لريادة الأعمال بسبب خوفه من المخاطرة ونتائجها.

2- الفشل: أن تختار العمل في ريادة الأعمال، فأنت معرض للفشل بالتأكيد، وهو ما قد يعني خسارتك لقدر كبير من المال والمجهود والفرص الأخرى التي كان يمكنك استغلالها.

3- الضغوطات الفردية: أي شخص يعمل على فكرته الخاصة، فإن ذلك يتطلب منه مجهود متواصل، مما يعني أنه سوف يعيش في حالة من الضغوطات الداخلية المرهقة جدًا، وهذا سبب آخر يجعل ريادة الأعمال مرفوضة بالنسبة للبعض، ويجعله يفضل الوظيفة الحكومية مثلًا.

4- الضغوطات العائلية: إذا كان الشخص مسئولًا عن عائلة، فهو قد يعاني في بداية عمله في مجال ريادة الأعمال حتى يبدأ في تحقيق النجاح المطلوب، وهذا يعني أن هذه المعاناة قد تنعكس على العائلة واحتياجاتها.

5- تكلفة الفرصة: قد ينجح الشخص في الوصول إلى الفرصة، لكن قد تكون تكلفة الاستثمار في هذه الفرصة كبيرة جدًا، بشكل يجعله غير قادر على استغلالها، وبالتالي فإن العمل عليها يعني الخسارة لا الربح.

ما الذي تحتاج إليه للدخول بنجاح إلى ريادة الأعمال؟

في عالمنا اليوم يسوّق البعض لريادة الأعمال باعتبار أن النجاح شيء سهل بها، والعديد من الأشخاص ينظمون دورات تدريبية عن ريادة الأعمال، وعندما ينتهي الشخص منها يظن أنه نجح هكذا ويحمل لقب رائد أعمال، وهو أمر غير صحيح، فمهما كانت المعلومات التي تملكها، يجب أن تكون قادرًا على تحويلها إلى أفعال في أرض الواقع، وحتى تنجح في ريادة الأعمال فأنت تحتاج إلى هذه الأشياء الثلاثة كخطوات رئيسية ترافقك في عملك.

1- اكتشاف الفرصة: تحدثنا أن بداية ريادة الأعمال تأتي من وجود فرصة يمكن للشخص أن يستثمر فيها، لذلك فالخطوة الأولى هي أن تعمل على اكتشاف هذه الفرصة، وأن تكون موجودة فعلًا في الواقع، لا بافتراض في ذهنك. لذلك مجرد أن تكتشف فرصتك وتحددها، يمكنك أن تنتقل إلى الخطوة التالية.

2- تحليل الفرصة: بعد أن تكتشف الفرصة، فإن الخطوة التالية هي أن تبدأ في تحليل هذه الفرصة لتحدد إن كانت تناسبك أو لا، هذا التحليل يتضمن النظرة إلى السوق لتحديد إمكانية نجاحها أو لا، وكذلك تحليل تكلفة هذه الفرصة في مقابل الربح المتوقع تحقيقه منها، وما هي العوامل التي ستؤثر عليها كوضع السوق أو عوامل التسويق والمنافسة، وختامًا قدراتك أنت على التعامل مع هذه الفرصة.

3- القدرة على اتّخاذ القرارات الصحيحة: بعد أن تقوم بتحليل الفرصة، فإن هنا عليك أن تبدأ في اتّخاذ القرارات الصحيحة، فتحدد إن كنت سوف تستثمر في هذه الفرصة، أو ستعود مرة أخرى إلى مرحلة الاكتشاف، وتبدأ في البحث عن فرصة أخرى.

على سبيل المثال: قد تكون الفرصة في مجال التكنولوجيا، وأنت لا تملك خبرات في هذا المجال، قرارك هنا سيكون أن تبدأ في التعلم في هذا المجال، لتكون جاهزًا للنجاح في هذه الفرصة، أو أن تعود لتبحث عن فرصة أخرى.

إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام الجزء الثاني من السلسلة، في الجزء الثالث سوف نتحدث عن الشخص الذي يستحق أن نطلق عليه لقب رائد أعمال، وكيف يمكنك أن تصبح هذا الشخص. نلقاكم على خير.