مدة القراءة

3 دقائق

متى ستؤسس أول مستعمرة بشرية في الفضاء؟ – بالعربي

4220 قراءة

قد تكون أيامنا على الأرض معدودة، إذ يعتقد عدد من كبار العقول البشرية بأهمية انتشار البشر على عدد من الكواكب لتجنب الانقراض نتيجة كارثة طبيعية واحدة، ومن بين هؤلاء ستيفين هوكينج عالم الفيزياء الشهير، إذ ذهب أبعد من ذلك وتنبأ بحدوث كارثة على سطح الأرض خلال الأعوام المئة المقبلة، ما لا يعطينا كثيرًا من الوقت لتجهيز سفننا الفضائية، لكن هل ستكون البشرية جاهزة لاستعمار الفضاء قبل وقوع هذه الكارثة؟

أجرى موقع فيوتشريزم استطلاعًا لرأي قرائه عن الوقت الذي يعتقدون بأن البشرية ستتمكن من استعمار الفضاء، وكشفت النتائج توافقًا كبيرًا بين القراء، إذ توقع 70% من المشاركين في الاستطلاع بأن أول مستعمرة ستكون خلال النصف الأول من القرن الواحد والعشرين، وتوقع 36% من المشاركين بأن العقد 2030 سيشهد أول مستعمرة بشرية في الفضاء.

يشرح ساتيش فارما مهندس البرمجيات سبب تصويته لهذا العقد، إذ كتب فارما في رده بأن التقدم التقني في تصميم المركبات الفضائية والذكاء الاصطناعي وهندسة الإلكترونيات الحيوية ستكون القوة الدافعة لنا نحو الفضاء على المدى البعيد، وقال فارما: يوجد حاليًا بعض التطورات الواعدة في مجال استكشاف الفضاء والذكاء الاصطناعي خلال مدة زمنية قصيرة عن طريق شركات مثل سبيس إكس وجوجل وتسلا.

ملاحظات فارما صحيحة، إذ حققت شركتا سبيس إكس وبلو أورجن خطوات مهمة في مجال تطوير الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، وهو ما سيكون حجر الأساس في جعل السفر إلى الفضاء ممكنًا، وطورت شركة جوجل مؤخرًا ذكاءً اصطناعيًا يمكن أن يتعلم بأسرع ما يمكن، ما يجعل التقنية مبشرة لاستخدامها في التطبيقات الحقيقة مثل السفن الفضائية.

إن التواجد البشري الدائم الوحيد في الفضاء حالياً هو للمحطة الفضائية الدولية، وهي مع ذلك ليست مكتفيةً ذاتياً. وفي عام 2008، كان المشروع الوحيد لاستعمار الفضاء وفق خطة تمويليَّةٍ هو إنشاء قاعدة دائمة على سطح القمر مكونة من 4 رواد فضاء، والتي قد تستخدم موارد محلية متوقَّعة من ناسا لأعوام 2019 – 2024، ولكن أعيد النظر في ميزانيتها عام 2010. من جهة أخرى، تنوي وكالة الفضاء الأوروبية بالتّعاون مع وكالات الفضاء الروسية واليابانية والصينية إنشاء مركز متقدم على القمر بعد عام 2025.

وقد نظر علماء الفلك في دراساتٍ نظريةٍ أخرى لعددٍ من المستعمرات الفضائية الواقعة على الأقمار الطبيعية والكويكبات أو كواكب مثل المريخ، والبعض منهم يعتقد أنَّ المستعمرات البشرية الفضائية الأولى قد تكون محطات فضائية واقعة في مدار حول الشمس أو أحد الكواكب. وقد حُقِّقت أيضاً دراسات مستقبلية وطموحة من استعمار أقمار كوكب المشتري حتى إقامة مستعمراتٍ بمئات الآلاف من الأفراد أو إعادة تأهيل بعض الكواكب، ولكن ذلك أيضاً يُعد نظري أكثر ويتطلب تقدماً علمياً وتقنياً كبيراً، وهو أمرٌ لن يكون مُمكناً قبل مضيّ وقتٍ طويل جداً. قال مدير ناسا لعام 2009 مايكل جريفين، أن استعمار الفضاء يُعَدّ هدفاً أخيراً للبرامج الفضائية الحالية، ولكن مع ذلك, تُعَدّ حاجة البشر لاستعمار الفضاء في مستقبل قريبٍ أو بعيدٍ غير مقبولة بالإجماع من قِبَل المجتمع العلمي، وما زال هناك نقاش حول هذا الموضوع.

حددت ناسا 45 خطر – موزع على 16 نظام – متعلق بالصحة والسلامة وأداء الطاقم خلال مهمة فضائية · والتي ربما تخصص لذلك أيضاً مستعمرات في الفضاء أو على كوكب بجاذبية ضعيفة ويتطلب موطن. وتتعلق أهم المخاطر التي تم تحديدها بـ :

• تخلخل العظام، حيث يشمل خطر تعرض سريع لفقد وكسر في العظام، ويتطلب معالجة ذلك العظم المتضرر، وما إلى ذلك ؛

 • إصابات قلبية وعائية واضطرابات في نظم دقات القلب وانخفاض أداء الوظائف القلبية الوعائية ؛

• أخطار مناعية ومُعدية من تعطل مناعي وحساسيات ومناعة ذاتية، حيث يحدث تغيير في التفاعل بين الجراثيم والساكن ؛

• إتلاف العضلات الهيكلية وانخفاض الوزن والقوة والتحمل العضلي، وزيادة إمكانية التعرض لإصابات عضلية ؛

• مشاكل التكيف الحسي والحركي، وانخفاض القدرات في تحقيق أعمال فعالة طيلة الرحلة ودخول الفضاء والهبوط وإعادة التكيف؛ داء الحركة ؛

• مشاكل في النظام الغذائي، غذاء غير ملائم… ؛

• مشاكل في التصرفات، متعلقة بالعامل البشري، من تكيف نفسي سيء؛ ومشاكل سلوكية عصبية؛ وعدم الملائمة بين القدرات المعرفية للطاقم والأعمال المطلوبة؛ وقلة النوم ووقوع اختلال في الروتين اليومي ؛
• مشاكل متعلقة بالإشعاعات الفضائية، تسرطن؛ ومخاطر على الجهاز العصبي المركزي، ومخاطر على الأنسجة مزمنة وانتكاسية…؛
• والمخاطر البيئية، من تلوث الهواء والماء؛ حيث يتطلب الحفاظ على جو مقبول وماء صالح للشرب وتوازن حراري في المناطق القابلة للسكن وإدارة النفايات.

المصدر : Futurism