مدة القراءة

< 1 دقيقة

ماذا لو كان عليك عبور النهر وحدك؟

2550 قراءة

من سلسلة “تكوين المعارف” || الجزء الأول:

ماذا لو كان عليك عبور النهر وحدك؟

لو كنت تمشي في غابة موحشة ومعك صديقك, وصادفكما نهر, وكنتما تعرفان بأن الضفة الثانية هي الضفة الواعدة بنهاية رحلتكما المتعبة الطويلة, ولكنكما مختلفان في تفاصيل عبور هذا النهر, وبعد مباحثات على الضفة الأولى وصل الشقاق بينكما إلى درجة أن صديقك لم يعد يريد عبور هذا النهر, فهل تبقى في الغابة الموحشة خائف على حياتك في كل لحظة أم تعبر النهر وحدك؟

سنسقط هذا المثال على حياتنا اليومية, ولا خلاف بين أي منا على أن عالمنا اليوم ما هو إلا غابة موحشة, نعيش فيها مرغمين وخائفين بكل لحظة من أن يقوم أحدهم بتقرير موتنا, ويتعداه الأمر إلى من يقرر حتى سلوكنا وأفكارنا وحتى في بعض الأحيان أحلامنا, ولا شك أيضا بأننا نريد عبور النهر إلى الضفة الأخرى الأكثر سلامة, والأكثر وعدا بحياة كريمة.. وهنا يطرح السؤال نفسه: من المسؤول عن هذا الانتقال؟

في مثالنا ذاك, فإن الضفتين والنهر موجودان (فيزيائيا أقصد) ولم يقم أحد بخلقهما أو إيهام الآخرين بوجودهما, فأنت مع صديقك عند الحافة الأخيرة للضفة الأولى, وتفكران بالانتقال إلى الحافة الأولى للضفة الجديدة..

وفي حياتنا أيضا فإن الضفتين والنهر موجودان, ولا أحد يختلق وجودهما فالضفة الأولى هي الماضي, والضفة الجديدة هي المستقبل, وهذا النهر هو الآن الذي علينا عبوره..