مدة القراءة

3 دقائق

عاجل : لندن تحظر Uber: الحكومة البريطانية توقف رخصة عمل شركة أوبر

3590 قراءة

اثار القرار الصادم لهيئة النقل بلندن لالغاء رخصة تشغيل اوبر نقاشاً شرساً اليوم الجمعة، حيث اعتبرت النقابات، والسياسيين، والشركات المُنافسة القرار بأنهُ انتصار تاريخي !

مُشتبكين مع عملاق وادي السيليكون -أوبر – التى بدورها اعتبرت القرار كدليل على أن العاصمة الشهيرة تُغلق الفُرص أمام الابتكار.

وقالت هيئة النقل فى بيان الإدانة ان “تنظيمها لسوق سيارات الاجرة الخاصة وسوق الايجار الخاص فى لندن مُصمم لضمان سلامة الركاب، وبِناءاً عليه فإن أوبر لا تصلُح لحمل رخصة تأجير السيارات الخاصة

وقالت أيضاً أن “نهج وسلوك اوبر يدل على انعدام مسؤولية الشركة فيما يتعلق بعدد من المسائل التي تنطوي تحت بند الأمن والسلامة العامة.”

 

ومن جانبها عَلقَت أوبر على القرار بأنهم مندهشون من القرار و بالتأكيد ستقوم بالطعن عليه فوراً في المحاكم.

وقد صَرَح توم إلفيدج المدير العام لأوبر بلندن “ قرار هيئة النقل بلندن وعمدة العاصمة بحظر التطبيق من العمل فى لندن تم تأييده من عدد قليل من الناس الذين يريدون تقييد حرية اختيار المستهلكين. 

 إذا تم تنفيذ القرار، فسيتسبب فى إعادة أكثر من 40،000 سائق مرخص من العمل لمنازلهم، وسيحرم سُكان لندن من وسيلة نقل مريحة بأسعار معقولة

 

ويُقدر عدد مُستخدمى خدمة أوبر بلندن حوالى 3.5 مليون شخص، وقد أكد إلفيدج بأن سائقى شركة أوبر مُرخص العمل لهم من قِبل هيئة النقل بلندن، وقد مروا بنفس الاختبارات التى يمر بها سائقو تاكسى لندن.

ومن جانبها قالت هيئة النقل بلندن أن مخاوفها تتعلق بنهج اوبر في الإبلاغ عن الجرائم الجنائية الخطيرة وكيفية الحصول على الشهادات الطبية، من بين أمور أخرى.

ولكن نفى إلفيدج هذا الكلام وأوضَح أن الشركة دائماً اتبعت قوانين هيئة النقل في الإبلاغ عن الجرائم الجنائية الخطيرة, وأن الشركة لديها فريق متخصص يعمل بشكل وثيق مع شرطة العاصمة.

وأضاف ان هذا القرار “سوف يظهر للعالم أن مسئولى لندن غير منفتحين، وجلعوا من العاصمة مدينة متُغلق أبوابها أمام الشركات المُبتكِرة التي تزود المستهلكين بالخيارات

 

الجدير بالذِكر أن اوبر تعمل في أكثر من 600 مدينة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 40 مدينة وبلدة في المملكة المتحدة. وتنتهي صلاحية رخصتها الحالية للعمل بلندن في 30 أيلول / سبتمبر. ولديها 21 يوما للطعن في القرار اعتبارا من أمس الجمعة، ويمكن خلالها مواصلة العمل.

وكانت الشركة المملوكة للقطاع الخاص التي تأسست قبل اكثر من ثماني سنوات تعرضت لنيران حادة من جيش متنام من النقاد في المملكة المتحدة مدعية انها تجتاح المنافسة بشكل غير عادل وانها لم تفعل ما يكفي للقضاء على حوادث العنف التي تنطوي على سائقيها.

 

وعلى هذا النحو، أشادت النقابات ومحامو العمل وناشطو حقوق العمال بقرار هيئة النقل،
فقد صَرَحت رابطة سائقي سيارات الأجرة المُرخصة، وهي من أكثر ناقدى لأوبر في المملكة المتحدة، أن هيئة النقل قد فعلت الشيء الصحيح من خلال وضع السلامة العامة أولاً.

وقد عَلقَ ستيف مكنامارا -السكرتير العام لرابطة سائقي سيارات الأجرة المُرخصة- على القرار “منذ أن جاءت اوبر لأول مرة لشوارعنا قامت بكسر القانون، واستغلت السائقين ورفضت تحمل المسؤولية عن سلامة الركاب، ونتوقع أن تبدأ أوبر مرة أخرى في تحدى قانوني زائف ضد العمدة و هيئة النقل، وسوف نحث المحكمة على التمسك بهذا القرار. هذه الشركة غير الأخلاقية ليس لها مكان في شوارع لندن

 

ورحب المحامون بالقرار أيضاً، مضيفين أن ذلك يؤكد أيضا الحاجة إلى توفير حماية أكبر للأشخاص الذين يعملون في أعمال غير آمنة.

الجدير بالذِكر أيضاً أن فى يوليو الماضى نشر ماثيو تايلور، وهو المُستشار السياسى السابق لتوني بلير رئيس الوزراء الأسبق والرئيس التنفيذي للجمعية الملكية للفنون، مُراجعة مُفصلة لتغيير سياسات عمل الشركات في المملكة المتحدة وما يجب عمله للقضاء على الممارسات غير العادلة.

 

وتُعتبر لندن واحدة من أهم الأسواق لأوبر، و يأتي قرار الجمعة  في وقت حرج للمجموعة. ويمكن أن يشجع المنظمين في بلدان أخرى على اتخاذ مواقف أشد ضد المجموعة. بينما يقاتل اوبر بالفعل عددا كبيرا من القضايا والتحديات القانونية في العديد من الولايات الأمريكية واضطرت الشركة الشهيرة لإلغاء عملها فى بعض الدول مثل الدنمارك وبلغاريا.

 

يُذكر أن في يونيو الماضى استقال ترافيس كانانيك مؤسس الشركة من دوره كمدير تنفيذي في مواجهة غضب المساهمين على ثقافة الشركة.  بينما دارا خسروشاهي، الرئيس التنفيذي الجديد اوبر الذي انضم من شركة اكسبيديا، هو أيضاً يواجه دعاوى قانونية تتهم الشركة بسرقة تكنولوجيا القيادة الذاتية من شركة ألفابت المملوكة لجوجل . ويجري حاليا التحقيق في قضايا رشوة في آسيا.

 

وأيضاً أحد مخاوف هيئة النقل تتعلق استخدام اوبر بعض البرامج السرية المعروفة باسم “greyball ” والتى قامت الشركة بتطويره لتجنب الالتزام بقوانين تنظيم النقل. بينما نفت أوبر استخدام “greyball ” فى المملكة المتحدة بالكامل طبقاً لقوانين هيئة النقل.

 

وفي غضون ساعات من القرار،  أطلقت اوبر حملة تحدي على الانترنت  وأرسلتها عبر البريد الإلكتروني للمستخدمين تطلب منهم دعم الشركة. وبحلول وقت متأخر من يوم الجمعة كانت الشركة قد حصلت على أكثر من ربع مليون توقيع من مُستخدميها.

وطالب دان لويس- كبير مستشاري البنية التحتية في معهد المديرين بلندن – اوبر على توضيح كيفية تلبيتها للمعايير التي حددتها الهيئة التنظيمية، ولكنه طالب أيضاً هيئة النقل بأن تولي اهتماماً كبيراً لمنع احتمالية انتشار سُمعة جديدة للندن باعتبارها بؤرة لتخريب الابتكار والأعمال المُنافسة القائمة على التكنولوجيا.

ومن ضِمن مؤيدى القرار صادق خان -عُمدة لندن- وقد صَرحَ “يجب على جميع الشركات في لندن أن تلتزم بالقواعد وبالمعايير العالية التي نتوقعها وخاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة العملاء، سيكون من الخطأ إذا استمرت هيئة النقل بترخيص اوبر إذا كان هناك أي طريقة أن هذا يمكن أن يشكل تهديداً لسلامة وأمن لندن.”

والمنتظر معرفة ما سيؤل اليه هذا التحدى بين الشركة العملاقة وبين هيئة النقل بلندن وهذا ما سيقرره القضاء فى الأيام القادمة.

 

المصدر: Uber London ban: App loses licence to operate in capital