مدة القراءة

5 دقائق

لعنة الفراعنة

3040 قراءة

بالرغم من تخصصي في كلية الاثار في قسم الاثار الاسلامية والقبطية الا ان حبي وولعي بالحضارة الفرعونية هو ما جعلني اتطرق للدراسة والبحث وراء عظمة هذه الحضارة والبحث خلف الظواهر الغريبة وتفسيراتها وبالحديث عن الظواهر الغريبة بالحضارة الفرعونية او كما يسميها البعض الحضارة المصرية القديمة نجد أننا امام أهم وأغرب هذه الظواهر والتي يفسرها البعض وفقا لأهوائه وينكرها البعض ويقر بصحتها البعض الاخر ألا وهي “لعنة الفراعنة”
وقبل الحديث عن لعنة الفراعنة ووجودها من عدمه دعنا نتحدث عن ما هي لعنة الفراعنة وتفسيراتها من وجهة نظر الاشخاص العاديين ومن ثم من وجهة نظر العلم

ما هو التعريق الشائع للعنة الفراعنة؟

وما هو التعريف العلمي لها؟

عند الحديث عن التعريف الشائع للعنة الفراعنة فانه اذا قامت بسؤال عدد من الأشخاص بشكل عشوائي في الشارع, ماذا تعرف عن لعنة الفراعنة؟ ستكون الاجابة غالبا أن هناك حماية من الجن علي المقابر الأثرية أو الأماكن المدفون بها احد كنوز المصريين القدماء

ولا تستطيع العبور الي هذا المكان أو دخول هذه المقابر دون وجود أحد المشايخ المتخصصين في طرد الجن 

واما ستصيبك اللعنة وتنتقل المقبرة أو الكنز من مكانها عن طريق الجن أو ان يقوم الجن بإيذائك  اذا قمت بالدخول الي المقبرة حتي يزعم البعض أنك من الممكن أن تتعرض للبس. 

هذا ما يظنه الأغلبية, أما حين الحديث عن التعريف العلمي للعنة الفراعنة فهو قريب مما تم ذكره ولا يختلف كثيرا عما يظنه البعض.

أما التعريف العلمي للعنة الفراعنة فهو نوع من أنواع الرصد (الحماية) يقوم الفراعنة بوضعه علي المقابر الملكية يتخصص هذا الرصد بإيذاء أي شخص غير منتمي للدم الملكي يحاول اقتحام او سرقة المقبرة دون فك هذا الرصد, الي هنا فان ما تم ذكره يشبه كثيرا ما يظنه البعض, ومن أهم الحضارات التي قامت باستخدام الرصد هي الحضارة اليهودية واليونانية والرومانية والمغربية,  أما الاختلاف فهو أن هذه الحماية تختلف وتتنوع الي كثير من الأنواع ولا تقتصر فقط علي حماية الجن, وفيما يلي ذكر لبعض هذه الأنواع…

الرصد الروحاني: وهو الأكثر شيوعا واستخداما بين السحرة ويتم عن طريق الجن.

الرصد العلمي: وهو الأقل شيوعا وينقسم الي عدة أنواع: 

رصد ميكانيكي: ويكون هذا النوع عن طريق بناء مدخل المقبرة بشكل معين اذا حاول أحد الأغراب فتحه يسقط الباب فوق من يحاول الدخول الا اذا قام بفك الرصد 

رصد كيميائي: عن طريق زراعة نوع معين من النباتات أو أحد المواد الكيمائية ووضعها داخل المقبرة عند فتح المقبرة تتفاعل هذه المادة أو هذا النبات مع الهواء مكونا مادة سامة تؤدي الي وفاة الأشخاص اللذين دخلوا المقبرة بعد مدة من الزمن. 

هذا بالنسبة لتعريف لعنة الفراعنة, أما بالنسبة لإجابة السؤال الثاني فقد اختلف العديد من العلماء حول تأكيد وجود لعنة الفراعنة من عدمه فهناك من يؤكد وجود هذه الظاهرة وهناك البعض الاخر ينفيها 

وفيما يلي عرض لأراء بعض  العلماء حول وجود او نفي لعنة الفراعنة
وعرض لبعض الحالات التي تعرضت لأحداث وفاة بشكل غريب او مثير للشك بعد محاولاتهم الوصول لأي من كنوز الفراعنة:

أحد الأصدقاء لي بكلية الاثار وهو من الدفعات الأصغر منا سنا ولكنه قد سبقني بالبحث في هذا الدرب يذكر ما يلي: “ عند مناقشتي لأحد الأصدقاء بـ بلدة ما اصابني شيء من الدهشة عندما أخبرني بأن احد سكان قريته أصابه الجنون وأخر اختفي ولا أحد يعرف عنه شيء عقب محاولتهم لـ فتح مقبرة للحصول علي القطع الأثرية التي بداخلها ومنها الحصول علي الكثير من الأموال فقررت الذهاب إليه في نفس التوقيت وقطعت مئات الكيلو مترات ليلاً وسط دروب الصحراء لكي أصل إلي هذا المكان ولكن سرعان ما تم التحفظ علي هذا المكان من قبل هيئة الآثار ولم نستطيع الوصول إليه ولكن قابلت الرجل الذي أصابه الجنون بعد معاناة وعندما رأيته سمعته يهمهم بكلمات غير مفهومة علي الأطلاق وكأنني جالس أمام شخص من عالم أخر يتحدث بغير لغة أهل الأرض ..

علي الفور عدت في اليوم التالي باحثاً من جديد عن «لعنة الفراعنة» حتي وجدت ارتباط شديد بين هذا الاسم منذ ظهوره وبين احدي المقابر بوادي الملوك وهي مقبرة “الملك توت عنخ آمون king Tut ankh mun” لعلكم تعرضتم لهذا الاسم من قبل ان لم يكن في كتب التاريخ القديم فسوف يكون في أحد البرامج الفكاهية التي تعرض علي شاشات التلفاز”!

تم اكتشاف هذه المقبرة علي يد الانجليزي “هوارد كارتر Howard carter” عام 1922 ولكن عندما اكتشف “كارتر” هذه المقبرة اخفي شئ لا يستطيع ان يطلع عليه أحد وهي عبارة كتبت علي باب مقبرة الملك تقول “سوف يطوي الموت بجناحيه علي كل من يزعج الملك” !

ثم عثر علي تحذير آخر علي ظهر تمثال وأخفاه أيضاً .. تحذيران في مقبرة واحدة ! .. ماذا يعني ذلك؟!

اللورد “كارتوفون” الذي دعاه “كارتر” عند اكتشافه للمقبرة وكان رئيس البعثة في ذلك الوقت أصابته حمي مفاجئة وقال الأطباء تفسيرات ساذجة لكنه كان يصرخ ويقول النار في جسدي .. ويقول إنني أري أناساً يدحرجونني علي رمال الصحراء ويعصرون النار في فمي ثم مات بالفندق في القاهرة ..

وفي اليوم التالي انقطعت الكهرباء عن الفندق وعن القاهرة كلها ولم يجد أحد تفسيراً لذلك في نفس اللحظة في لندن في منزل اللورد اخذ كلبه يصرخ وسقط جثه هامده وعندما اجتمع الناس عليه وقعت منضدة علي القطة السوداء التي كان يتفاءل بها اللورد فـ ماتت

الطبيب “إيلين هواين” توفي بانهيار عصبي بعد فتح المقبرة وكان يقول للأطباء ‘لا علاج لي .. انني أعرف السبب’

اما المليونير الأمريكي “جاي جولد” الذي جاء ليري مقبرة الملك توت وطل عليها برأسه وعاد الي القاهرة ليموت في نفس اليوم في الفندق !

هل تستطيع توقع ما حدث لمن قام بتشريح جثه الملك ؟!

الكيمائي “ألفرد لوكاس” قد أصيب بأزمة قلبية ومات وهو يتمرغ علي الأرض ويهمهم بكلمات غير مفهومة يقال إنها كلمات فرعونيه ..

اما الجراح الإنجليزي د. دري أصيب بجلطة في المخ ومات ويقال انه امسك ورقه وهو علي فراش الموت وكتب ‘اللعنة عليه’ وهي عبارة في مكتوبة في كتاب “الموتى الفرعوني” ..

هل أصابت اللعنة كل من اقترب منها فقط ام حاز من انكرها علي نصيب منها ؟!!

هناك شئ أخطر من كل ذلك فـ اللعنة لم تتوقف فقط عند من فتحوا المقابر وشرحوا جثث ملوكها بل امتدت لتصيب أيضا من انكروا وجودها

عقد “د. عز الدين طه” مؤتمراً صحفياً في مصر وقال انه اهتدي إلي شئ عظيم حيث انه اجري دراسة علي عدد من الأثريين والموظفين في الآثار الذين ماتوا في ظروف وبحالات غريبة

وفي المؤتمر انهي “لعنة الفراعنة”

لولا ان “د. عز الدين طه” قد أصابته “لعبة الفراعنة” أو “لعنة الفراعنة” كما نسميها حيث وهو يقود سيارته متجهاً للسويس اعترضته سيارة أخري وصدمته ومات هو وأثنين من مساعديه وتوفي في الحال بعد دقائق من المؤتمر الصحفي

يقول المؤلف الألماني “فيليب فاندنبرغ” صاحب كتاب “لعنة الفراعنة” انه كان جالس في أحد الأيام مع “د. جمال محرز” مدير الأثار في فندق “عمر الخيام” بالزمالك وجاء الكلام عن لعنة الفراعنة فضحك د. محرز وهو يقول شئ عجيب .. ولكني لا أصدق شيئاً عن ذلك

وسأله المؤلف : ولكن كيف تفسر عشرات الحوادث التي أذهلت الطب والكيمياء ورجال الأثار ورجال الدين.

ضحك د. محرز وقال: لا أصدق .. أنظر ماذا جري لي أنا شخصياً .. لا شئ !

كانت مصر تعد رحلة لـ توت عنخ آمون إلي لندن احتفالاً بمرور خمسين عاماً علي اكتشاف المقبرة وفجاءة توفي د. جمال محرز عن عمر يناهز ٥٢ عاماً والتشخيص ‘سكتة قلبية’

من أعجب الحوادث حديثاً ما أصاب قبطان السفينة “تيتانك” التي اصطدمت بجبل جليدي وغرقت والأعجب من ذلك انها كانت تحمل مومياء فرعونيه لكاهنة من عصر إخناتون وكان الكابتن سميث قبطان السفينة قد خاف علي المومياء فوضعها وراء غرفة القيادة

وكان مكتوب تحت رأسها « انهض من ثباتك يا أوزوريس فنظرة من عينيك تقضي علي أعدائك الذين انتهكوا حرمتك المقدسة ! » ولا احد يعرف لماذا كان الكابتن مجنوناً قبل ان تغرق السفينة بيوم .. ولماذا راح يصرخ طول الليل ويقول .. الأشباح .. العفاريت ..!

في الحقيقة اكتشف العلماء بعض البكتيريا الحية التي تفرز سموماً إلي مرض الدفتيريا وبعضها أدي بالفعل إلي الإصابة بالالتهاب السحائي في المخ وهذا بالضبط ما أصاب أكثر الأثريين في مصر !

كما أن اكتشف الفراعنة الغازات المهلكة للأعصاب وهذه الغازات عبارة عن أبخرة بسبب التحلل للأجسام الملكية التي ماتت ومن هذا التحلل للأجسام تخرج الأبخرة التي تدخل أنف كل من يفتح مقبرة أو يقترب من المقبرة الملكية.

من المؤكد ان الفراعنة قد عرفوا أضرار هذه السموم واستخدموها ولذلك ليس غريباً ان نجد هذه العبارة عند مقبرة الملك توت عنخ آمون «سوف يضربك الموت بجناحيه يا من تقلق سلام الملك» !

ولكن هل للصدفة النصيب الأكبر لكل ما حدث لهؤلاء؟ .. هل هناك بالفعل لعنة حقيقية؟ .. هل هي تعويذة سحرية؟ .. هل هناك حروف يمكن تسليطها علي الناس؟ .. هل هؤلاء الخدام قوة شيطانية؟ .. هل هناك سموم أودعها المصريون في مقابرهم هذه السموم علي شكل هواء قاتل او علي شكل تراب؟ .. هل هناك طفيليات علي جثث الموتى التي إذا لمسه الإنسان مات؟ ..

إن الحضارة الفرعونية ما تزال تحتفظ دوننا بكل أسرارها !

الان أنهي مقالي وأنا ما زلت مشتت ولا أعلم هل لعنة الفراعنة حقيقة أم مجرد درب من الخيال..

المصادر: 

لعنة الفراعنة ‘الدكتور زاهي حواس’

لعنة الفراعنة ‘الكاتب أنيس منصور’

لعنة الفراعنة ‘فيليب فاندنبرغ’

لعنة الفراعنة بين الواقع والخيال, الباحث محمد لطفي