مدة القراءة

< 1 دقيقة

كنا على خطا، الفئران لم تتسبب في نشر الطاعون – بالعربي

2667 قراءة

جاء الطاعون الأسود إلى قارة أوروبا في القرن الرابع عشر وسريعاً غزى القارة بأكملها وهو يعتبر أسوأ عدوى واجهتها البشرية حتى اليوم، طالت بكتيريا الطاعون والتي تسمى Yersinia Pestisما يقرب من 60% من سكان أوروبا، وقد لقب بالموت الأسود تبعاً لأعراضه المروعة والتي من أبرزها الغدد اللمفاوية التي يتغير لونها للأسود وتتورم بشدة بعد دخول البكتيريا جسد المريض.

وربما أكبر الألغاز حتى اليوم يعتبر معرفة الطريقة التي أنتشر بها الطاعون بتلك السرعة الرهيبة في أنحاء أوروبا، لطالما ساد الاعتقاد أن الفئران هي السبب الرئيسي في انتشار العدوى ولكن دراسة حديثة أجريت مؤخراً برأت القوارض من تلك الجريمة وأشارت بأصابع الاتهام ناحية القمل والبراغيث الملاعين.

في صفحات أساطير ذلك المرض، سرد أغلب الناس اعتقادهم بأن الفئران والقوارض الأخرى عملت كحامل للمرض من مكان للآخر، وعن طريق القمل الذي يلدغ الفئران الحاملة للمرض ثم يلدغ البشر تنتقل العدوى إلى البشر.

ولكن في الحقيقة دور القوارض في انتشار المرض قد ضخم كثيراً مع مرور الوقت، وذلك طبقاً لنموذج رياضي قد صممه العلماء مؤخراً، فمثلاً فرصة شفاء شخص أصابته العدوى هي 40%، أما القملة حاملة المرض فتبقى معدية لفترة 3 أيام، والشخص الواحد بإمكانه حمل 6 قملات.

وتختلف درجة فتك المرض في حالة تواجده على سطح جسد القملة أو داخل أمعائها.

لذلك و لغياب الكثير من المعلومات، طور العلماء بعض السيناريوهات، الأول تسبب القمل و البراغيث في انتشار المرض، الثاني القوارض نشرت المرض بمساعدة القمل و في الثالث نسخة جوية من المرض تطورت و انتقلت بين البشر.

نموذج القوارض الثاني لم يتوافق في نتائج أعداد الموتى مع ما يذكره التاريخ، كذلك نفس الأمر مع النسخة الجوية للعدوى.

لذلك رجح العلماء أن النموذج الأول هو الأقرب للحقيقة و أعلنوا براءة الفئران تماماً من جريمتهم التاريخية هذه.

 

المصدر