مدة القراءة

2 دقائق

كذب الأطفال يعد علامة على الذكاء

3206 قراءة

يأتي الطفل إلى هذا العالم وهو جاهل تماماً بكل الطرق التي تجرى بها الأمور، ومع الوقت يبدأ عقله الصغير في مراقبة كل ما يدور حوله وتخزينه داخل ما يعرف بـ “الذاكرة العاملة” أو Working memory

 

تلك الذاكرة العاملة تحتوى على عدد عظيم من المعلومات وتمكن الطفل من إسترجاعها في أي لحظة.

الأطفال في سن مبكرة يعتقدون أن ما يعرفوه هم، يعرفه العالم أجمع بشكل تلقائي، فمثلاً:

قد تذهب لأحد المتاجر وتجد على الرف شيئاً ما يشبه الحجر، ولكن عند الإمساك به تجد أنه مصنوع من الإسفنج، ربما قد تقرر شرائه لتلعب به مع أصدقائك، مثل أن تلقيه عليهم فيفزعوا هم لظنهم أنك تلقيهم بحجر، تلك المزحة تنجح لأنك تعرف أنهم سيظنون أنها حجر.

على الجانب الأخر إذا أعطيت هذا الحجر لطفل ليجد أنه مصنوع من الإسفنج، سيعتقد الطفل تلقائياً أن الجميع يعرف أنها مصنوعة من الإسفنج.

هذا النوع من الإدراك “معرفة ما يعرفه الآخرون” هو أحد أهم المهارات في الحياة وجانب أساسي لتكوين كذبة قوية.

تكوين كذبة قوية يحتاج جانبين أساسيين:

1- إدراك ومعرفة ما يعرفه الآخرون وما لا يعرفوه.

2- التحكم بالنفس ( بالألفاظ – تعابير الوجه – لغة الجسد )

في تجربة أقيمت مع عدد من الأطفال منفردين. تم طرح أسئلة عليهم ليجيبوا عليها، والشخص البالغ الذي يسألهم يحمل كروت بها إجابات تلك الاسئلة.

فيطرح الشخص سؤال على الطفل وقبل أن يجيب، يستأذن الطفل انه سوف يذهب ليتفقد امرا ما، ويترك الكارت على الطاولة ويطلب منه ألا ينظر فيه. بعد تفقد الكاميرات وجد أن

1- الأطفال لم يستطيعوا مقاومة النظر في الكارت.

2- 40% من الأطفال اعترفوا أنهم نظروا، 60% كذبوا.

3- 24% من الأطفال الذين كذبوا تعمدوا إعطاء إجابة خاطئة للتضليل على كذبتهم

4- فقط الأطفال أصحاب الذاكرة القوية هم الأطفال الذين استطاعوا الكذب بمهارة واستطاعوا التحكم في لغة جسدهم بعد سؤالهم إن كانوا قد نظروا في الكارت أم لا.

لا تجزع، كذب الطفل لا يعني فشلك في التربية أو قيامك بخطأ ما، لذلك لا تتجه سريعاً لجلد ذاتك.

الكذب هو سلوك مشترك بين الأطفال، حيث يبدأ غالبية الأطفال في الكذب مع بداية العام الثاني، ومع بداية وصول الطفل للعام السادس او السابع يكون الطفل قادر على الكذب بطرق أقوى وأكثر تعقيداً.

 

لذلك كلما كذب طفلك كذبات محبكة، فعليك أن تفرح وتطمئن أن مهارات طفلك الاجتماعية تتطور بشكل جيد ولا خوف عليه.

اما عن الكذب كصفة، فلا تقلق، فهو يقل وجوده كلما كبر الطفل في بيئة مطمئنة وداعمة له حيث يفهم أنه لا داعي للكذب.