مدة القراءة

2 دقائق

قصة قصيرة: علبة السجائر التي جعلتني أقلع عن التدخين!

55742 قراءة

استيقظت بالسابعة صباحاً، ككل يوم شعرت بأن مخي التصق بجدار دماغي وأوشك على الانفجار يصرخ طلباً للفافة تبغ الصباح..

لم يتبقى في علبتي سوى ثلاث لفائف ولو يكن في جيبي سوى مثلهم من الجنيهات..

سأنجو! قلتها لنفسي.. يمكنني خوض يوما كاملاً بثلاث سجائر فقط.. أنا لست بذلك الضعف!

سأشعر ان جمجمتي توشك على الانفجار؟ لا يهمني!

سأتحول لوغداً عصبياً؟ انا عادة وغداً عصبياً، لن يلاحظ أحد الفرق!

أشعلت أول واحدة، وبجانبها تجرعت قهوة الصباح المركزة.. تلك هي عادتي الصباحية لستة أشهر مضت.

نسيت فقط إنني غالباً ما أشعل لفافتين بجانب أبريق القهوة الذي أشربه، تذكرت هذه المعلومة وأنا انتهي من طفي اللفافة الثانية..

حسناً، تبقت لفافة وحيدة في علبة السجائر، شعرت بالأسى نحوها.. وحيدة كطفل منبوذ مسجون في غرفة مظلمة.. تملكت أعصابي وقاومت الرغبة العارمة في إشعالها.. أنت تعلم هذا الشعور؟

عندما تفكر في شيء واحد بشكل قهري، “سأرسب في الامتحان غداً”، “سأرسب في الامتحان غداً “،” سأرسب في الامتحان غداً”، “أنظر، سيجارتي الأخيرة! “

مر أغلب اليوم بسلام، وبالطبع تزايد الصداع كما لو كان يظن نفسه دالة آسية!

مررت على بائع السجائر بعد ان استجمعت بعض من المال – أنت لا تريد ان تعرف كيف! – وسألته على نوعي المفضل، ” غير متوفر؟”  فسألته عن نوعي المفضل في المرتبة الثانية وعيناي تلمعان كطفل بداخل متجر الحلوى “غير متوفر هو الأخر؟”

حسناً، سأضحي بكل مبادئي هنا، أنا لا أكترث.
 سألته عن أي نوع لا يتعدى سعره خمسة عشر جنيهات، رد بانه هناك نوع مصري اسمه “TIME”

سألته ان كان جيداً فهز كتفه ومد فمه في استنكار..

أعطني علبة من فضلك..

نوع مصري، اسمه وقت، رخيص السعر..  ما هو أسوأ شيء يمكن ان يحدث؟

اتضح ان هذه العلبة هي بالفعل أسوأ شيء يمكن ان يحدث..

وها أنا أكتب هذه الكلمات ومخي يعتصر من الألم، الشيء الإيجابي الوحيد في هذه التجربة هو انني اظن انني أقلعت عن التدخين.. فشكراً لل “وقت”، وشركة الشرقية للدخان وكل من ساهم في تصنيع هذه السجائر البائسة وتحيا مصر ورئتي..