مدة القراءة

2 دقائق

سينما Ted – الحلقة الأولى (كيف يخلق القادة دائرة الأمان في العمل؟)

1501 قراءة

كنت أسأل نفسي لمدة طويلة: لماذا يتأثر الناس بما يستمعون له على منصة Ted؟ فالأمر لا يخرج عن إطار كونه حديثًا يلقيه شخصٌ ما، ثم يرحل إلى الأبد. ومن هنا قررت مشاهدة العديد من هذه الفيديوهات؛ بحثًا عن إجابة على سؤالي، ولاحقًا بدأت أنا أيضًا أدرك هذا التأثير.

فعندما نستمع إلى ما يُقال من المشاركين في المنصة، نعرف بأنهم خبراء في مجالهم، ينقلون إلينا تجارب وخبرات عديدة، لا مجرد كلمات بسيطة. وبدأت أتعلم منهم العديد من الأشياء، وقررت أن أنقل بعض مما تعلمته إلى الآخرين. فكما هو شعار منصة Ted “أفكار تستحق الانتشار.”، سيكون ذلك الشعار الخاص بي في هذه السلسلة من المقالات.

البحث عن دائرة الأمان

بالتأكيد نسأل أنفسنا دائمًا عن أنواع القادة الذين نفضل العمل معهم، وفي هذا الفيديو يجيب سيمون سينيك عن السؤال، من خلال توضيحه للعديد من الجوانب التي تخص القيادة، والتي قد لا نلتفت لها في بعض الأحيان، لكنها تعتبر جوهر القيادة الناجحة لمن يدركها بالشكل الصحيح.

الأمر يتعلق في البداية بخلق البيئة المثالية للعمل، وهذا الأمر يحتاج إلى قدر كبير من المجهود، لا سيما مع التحديات التي تواجهنا في الواقع في الوقت الحالي، والأوضاع الاقتصادية الصعبة.

من الأخطاء التي يقع فيها بعض القادة، أنهم يتوجهون بتفكيرهم إلى النتائج في المقام الأول، قبل التفكير في الاهتمام بالأشخاص الذين يعملون معهم، مما يخلق أحيانًا مشكلات متعددة للعاملين، حيث يظن هؤلاء أن شركاتهم سوف تبدأ في الاستغناء عنهم في حالة وجود مشكلة معينة تواجه الشركة.

وعندما يلتفت القائد لهذه المسألة، ويعمل على تحقيق التوازن بين الشيئين، السعيّ نحو النتائج المطلوبة، والتركيز على الموظفين وتطوير أداءهم، فإن ذلك قد يؤدي إلى وجود البيئة المثالية التي نبحث عنها.

فالقيادة الناجحة مثل علاقة الأب مع الابن، عندما يحصل الابن على درجة سيئة في الامتحان، فإننا لا نقوم بطرده من المنزل، بل إننا نفكر كيف يمكن لنا تطوير مستواه، حتى ينجح في تحقيق درجة أعلى لاحقًا. وهذا ما يحدث في البيئة المثالية، حيث يشعر الموظف بأن وجوده لا يتعلق فقط بتنفيذ المهام كالآلة، لكنه كذلك يتعلم ويتطور في الشركة، دون أن يشعر بالتهديد الدائم بالإبعاد من العمل في حالة الإخفاق.

الثقة والتعاون أدوات القائد الناجح

يتكلم سيمون سينيك أيضًا عن الأدوات التي يستخدمها القائد الناجح، وعلى رأسها يذكر الثقة والتعاون. فالقائد الذي يستطيع أن يخلق حالة من الثقة والتعاون بين أفراد فريقه، سوف يشجعهم على تحقيق نتائج أفضل في العمل.

 لكن المشكلة في كلًا من الثقة والتعاون أنها مشاعر وليست أوامر. لا يمكنك أن تطلب من شخصٍ ما أن يثق بك، فيفعل ذلك. لا يمكنك أن تطلب من شخصين أن يتعاونا سويًا، فيفعلان ذلك. المشاعر لا نكتسبها بالفرض، إذًا كيف يحدث ذلك؟

يعتمد الأمر على وجود حالة الأمان التي تحدثنا عنها في الفقرة الماضية، والتي نسعى جميعًا إلى الوصول إليها في العمل، ومجرد وجودها فإن هذا يعني إمكانية أن يثق الموظفون في قائدهم، ومن ثم يتعاونون معه من أجل تحقيق أهداف العمل.

عندما يشعر العاملون بالخطر، فإن كل تركيزهم يتوجه إلى الدفاع عن أنفسهم، ضد بعضهم البعض، وضد نظام عمل المؤسسة في الكثير من الأحيان. وبالتالي فإن القائد عندما يضع نصب عينيه الاهتمام بالموظفين قبل أي شيء، فإنه يؤسس لقدر كبير من الأمان الذي يحتاج إليه العمل. وعندما يحدث ذلك، فإن النتائج التي يحصل عليها القائد تكون نتائج عظيمة جدًا وغير متوقعة.

سوف تجد في الفيديو عرض للعديد من الأمثلة الواقعية على ما ذكرناه في المقال، وحكايات يرويها سيمون سينيك تجيبنا أكثر عن سؤالنا، عن كيفية خلق القادة لدائرة الأمان في العمل. لذلك أتمنى لكم مشاهدة ممتعة.