مدة القراءة

2 دقائق

حاملة بضائع تعبر من القطب الشمالي دون الحاجة لكاسحة الثلج لأول مرة

1503 قراءة

تمكنت ناقلة روسية بالعبور عبر طريق البحر الشمالي ، دون مرافقة كاسحة جليد للمرة الأولى ، ويدعى الخبراء أن تغير المناخ هو السبب في ارتفاع درجات الحرارة وفي ذوبان المياه المجمدة في المنطقة.

وأكملت سفينة “كريستوف دو مارجيري” ، التي تبلغ قيمتها 234 مليون جنيه إسترليني “300 مليون دولار” ، الرحلة من هامرفيست في النرويج إلى بوريونغ في كوريا الجنوبية ، طريقها في 19 يومًا فقط ، كما أكملت السفينة رحلة القطب الشمالي بنسبة 30% أسرع مما كانت عليه على طول الطريق البديل ، عبر قناة السويس.

وعلى الرغم من أن السفينة لديها كاسحة جليد خاص بها ، فقد كان من المستحيل سابقًا اجتياز الطريق الجليدي دون مرافقة كاسحة جليد منفصلة ، ولكن باستخدام كاسحة الجليد الأساسية فقط ، استغرقت الناقلة ستة أيام ونصف فقط للسفر إلى البحر الشمالي من القطب الشمالي الروسي ، رقمًا قياسيًا جديدًا.
وأشارت الأبحاث التي نشرت في وقت سابق من هذا العام إلى أن الموجات الحارة القطبية ، قد قلصت القمم الجليدية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.

ووجدت دراسة منفصلة في مارس أن الخبراء يحذرون من أن مشهد القطب الشمالي الأبيض سيتحول إلى اللون الأخضر ، حيث يستمر الجليد البحري في الذوبان في القطب الشمالي ، والسبب في هذه المسحة الخضراء يرجع إلى أزهار الطحالب المجهرية.

ذوبان جليد القطب الشمالي يساعد الملاحة الروسية

قال علماء إن الملاحة الروسية بالمحيط القطبي الشمالي تستفيد من رياح تدفع الجليد البحري القديم والسميك باتجاه أمريكا الشمالية مما يفتح آفاق منطقة نائية تذوب مياهها المتجمدة بسبب ارتفاع حرارة الأرض.

 

وبحسب تقرير نشرته وكالة أنباء رويترز فإن العلماء أوضحوا أن الجليد الروسي الآخذ في الذوبان قد يساعد ناقلات الغاز الطبيعي المسال المقرر أن تبدأ التصدير من شبه جزيرة يامال الروسية أواخر العام الجاري على الإبحار في طريق جليدي لأكثر من الستة أشهر المقررة في العام.

وتشير خرائط الإدارة إلى أن كل الجليد تقريبا الموجود قرب روسيا في الشتاء لا يزيد عمره عن عام وسمكه يصل إلى مترين تقريبا بينما يتركز الجليد الأقدم والأكثر سمكا باتجاه أمريكا الشمالية، بينما تؤكد أبحاث على أنه من المتوقع أن يخلو المحيط القطبي الشمالي من الجليد في الصيف اعتبارا من العام 2050.

وانصب كل الانتباه تقريبا بشأن الملاحة بالمنطقة القطبية الشمالية على مدى تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري في تقليص حجم الجليد حول القطب الشمالي وفتح طريق مختصر صيفي بين المحيطين الأطلسي والهادي، غير أن تحولات غير ملحوظة في عمر الجليد نتيجة الرياح والتيارات تساعد روسيا أيضا.

وقال جيريمي ماثيس مدير برنامج أبحاث القطب الشمالي بالإدارة الوطنية الأمريكية للغلاف الجوي والمحيطات “تدفع الرياح الجليد خارج مسار بحر الشمال على امتداد الساحل الروسي”.

وأضاف ماثيس بأن “روسيا ستكون أكبر المستفيدين في السنوات المقبلة” لأن الجليد الأحدث عمرا سيسمح للسفن ومنها ناقلات الغاز الطبيعي المسال بالإبحار لفترات أطول بين آسيا وأوروبا.