عدي صدام حسين هو الابن الأكبر لصدام حسين من زوجته الأولى ساجدة خير الله طلفاح. كان يتم اعتبار عدي بأنه الخليفة المحتمل لوالده، إلا أنه فقد تلك المكانة بسبب موته إثر الإصابات التي لحقت به في محاولة اغتيال.
ولد عدي صدام حسين في 18 يونيو 1964 في تكريت بمدينة العراق، وهو أكبر بسنتين من أخيه قصي الذي ولد في 17 مايو 1966. حينما ولد عدي كان صدام مازال بالسجن لاتهامه في محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي الرابع والعشرين “عبد الكريم قاسم”.
كان عدي محبًا لوالده منذ طفولته، ولكن بالرغم من ذلك فهو لم يكن قريبًا منه حقًا، وعلى الجانب الآخر فقد ربطته علاقة عميقة مع والدة ساجدة. التحق عدي بكلية الطب في جامعة بغداد، إلا أنه قام بمغادرتها بعد ثلاثة أيام فقط، ثم التحق بكلية الهندسة الواقعة على بعد كيلومتر واحد فقط.
نال عدي شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة وتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف، كذلك فقد حصل على دكتوراه بالعلوم السياسية من جامعة بغداد وكان عنوان اطروحته “العالم بعد الحرب الباردة”، وقام بكتابة أطروحة ماجستير حول “الاستراتيجية العسكرية العراقية خلال السنوات الثماني الإيرانية العراقية”.
في عام 1984 قام صدام بتعيين عدي رئيسًا للجنة الاولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم، وقد أسس عدي النادي الرياضي الخاص به الذي يسمى “الرشيد”، وقام بالتوقيع على أفضل اللاعبين من البلاد لكي يلعبوا مع النادي، وتم الاستمرار في السيطرة على كرة القدم العراقية حتى انحلال النادي عام 1990.
شغل عدي منصب رئيس تحرير صحيفة بابل التي عُرف عنها أنها من أكثر الصحف تأثيرًا بالبلاد، كذلك فقد كان الأمين العام لاتحاد الطلاب العراقي، ورئيس فدائيي صدام، كما كان يعمل كرئيس لاتحاد الصحفيين العراقيين، وامتلك قناة تلفزيونية تسمى “الشباب”.
اتهم عدي صدام حسين كونه رئيسًا للجنة الأولمبية العراقية بأنه قام بالاعتداء على الرياضين الذين خسروا وسجنهم أيضًا، وقد أوضحت التقارير المختلفة أنه كان يقوم بشتم اللاعبين وضربهم، وبعد أن أخفق المنتخب العراقي بتحقيق نتيجة مناسبة خلال الثمانينات، عاقب عدي كافة اللاعبين من خلال حلق شعرهم.
تم اتهام عدي بأنه خطف نساء عراقيات من الشوارع من أجل اعتصابهن، على سبيل المثال قيامه بخطف زوجة قائد بالجيش العراقي وصف زوجها بأنه نكرة، كذلك فقد أصدر أوامرًا لرجاله لكي يقوموا بالتعدي بالضرب على زوجها واعتقاله، وقد حُكم عليه بالمؤبد بتهمة الخيانة العظمى.
من بين ادعات الجرائم الموجهة إلى عدي صدام حسين هو قيامه بالتعدي بالضرب على أحد الضباط إلى أن أعمي عليه، ويقال أن السبب وراء هذا الأمر هو أنه لم يسمح لعدي أن يرقص مع زوجته. تسبب الضرب في وفاة الرجل خلال وقت لاحق متأثرًا بجراحه.
يقال إنه حينما قامت القوات الأمريكية بالإستيلاء على قصر عدي في بغداد، فإنها وجدت الملايين من الدولارات التي كان يستعملها لشراء الخمور والنبيذ وما إلى ذلك، كما أنها عثرت على حديقة حيوانات شخصية تتضمن الأسود والفهود، بالإضافة إلى مرآب يشتمل على مجموعة كبيرة من السيارات الفاخرة.
تآمر عدي لاغتيال أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي، وقد تم ذلك بعد مرور وقت قصير من جعل صدام ابنه الأصغر قصي وريث الحكم. يُزعم أن عدي كان لديه النية للتصالح مع والده عن طريق هذا الاغتيال.
في عام 1996 أصيب عدي برصاصة بينما كان يقود سيارته، وقد تم التكهن بأن شقيقه قصي قد يكون وراء محاولة الاغتيال إلا أنه لم يتم إثبات هذا الأمر. تسبب الحادث في إصابة عدي بجلطة دماغية، وبالرغم من خضوعه للجراحة، فقد ظلت رصاصة مستقرة في عموده الفقري.
على الرغم من استعادة عدي معظم وظائفه، إلا أنه يقال إنه عاش مع ألم شديد لبقية حياته، والذي ربما يكون تسبب في تفاقم ميوله السادية. قد يكون الضعف الذي عانى منه بعد إطلاق النار قد ساهم أيضًا في تزايد شكوك والده حول ملاءمته كخليفة.
تم القبض على أقرب مساعدي صدام حسين الذي يدعى “عبد الحميد محمود”، وقد قال للمحققين أنه هو وابنيّ صدام حسين قاموا باللجوء إلى سوريا ولكن تم إعادتهم، وقد عادوا بعد أقل من 48 ساعة. لقد قال المُهرِّب أنه كان هناك مواطن سوري سوف ينتظر مكالمة منهم، وأن مهمته مقتصرة على نقلهم للحدود وليس داخل سوريا.
قال المُهرِّب أنهم قاموا باللجوء إلى بعض معارفهم بالقرب من منفذ ربيعة الحدودي، وبالفعل وصلوا إلى أطراف حلب، إلا أن السلطات السورية أمرت بإعادتهم للعراق. لم يكن عبد حمود يقيم معهم، بل قام بزيارتهم لمدة أربعة أيام، وباليوم الرابع تركوا المنزل برفقة عبد حمود باتجاه الموصل، وهناك لجأ عدي وقصي لمنزل نواف الزيدان وانضم لهم ابن قصي.
في 22 يوليو 2003 قامت قوات تابعة للجيش الأمريكي بمحاصرة عدي وقصي وابن قصي الذي يبلغ عمره 14 عامًا أثناء غارة على المنزل الواقع في مدينة الموصل شمال العراق. كان عدي صدام حسين هو الأكثر طلبًا.قامت فرقة من الجنود بتوفير الأمن بينما حاول الآخرون القبض على الماكثون بالمنزل.
قام ما يصل إلى 200 جندي أمريكي بمساعدة المروحيات بمحاصرة المنزل وإطلاق النار عليه؛ مما أسفر عن مقتل عدي وقصي وابن قصي. بعد مرور حوالي أربع ساعات من المعركة، تمكن الجنود من دخول المنزل والعثور على الجثث. تم دفنهم في مقبرة بالقرب من مدينة تكريت مسقط رأس والدهم.
زعمت مجلة نيوزويك أنه تم العثور على أموال مع أبناء صدام حسين التي كانت تزيد بمقدار ثلاثة أضعاف عن المكافأة التي وضعتها الحكومة الأمريكية مقابل رؤوسهم والتي تبلغ 30 مليون دولار، حيث كانوا يمتلكون حوالي 100 مليون دولار بالدينار العراقي والدولار الأمريكي.
زعم البعض أن نواف الزيدان، صاحب المنزل الذي كانوا يختبئون فيه، قد قام بإبلاغ الأمريكيين بوجودهم بعد أن آواهم به لمدة 23 يومًا، بينما زعم آخرون أنه تم تعقب عدي وقصي بعد إجراء عدي صدام حسين مكالمة هاتفية مع زميل تم تعقبه بواسطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
في أعقاب وفاة عدي وقصي، تم توجيه العديد من الإنتقادات للحكومة الأمريكية بسبب قيامها بنشر صور جثث عدي وقصي الهامدة، لكنها أصرت على أن هذه الخطوة كانت ضرورية لإقناع الشعب العراقي المتشكك في وفاة الأخوين. بعد حوالي خمسة أشهر، في 13 ديسمبر 2003، عثرت القوات الأمريكية على صدام حسين، الذي اختفى أيضًا بعد الغزو الأمريكي، وألقي القبض عليه حياً. تم محاكمته من قبل محكمة خاصة لجرائم متعددة.
أثناء استجواب صدام حسين، حينما بدأ جورج بيرو بطرح الأسئلة بشأن عدي، فوجئ بأن صدام لم يبدي أي ندم على وفاة ابنه، وقد قال أنه فخور بأبنائه، وأنهم ماتوا مقاتلين في سبيل ما يؤمنون به، ولم يرغب صدام في سماع أي شائعات بشأن عدي، وقال له لا يمكنك اختيار أطفالك، فنحن جميعًا عالقين بما نحصل عليه.