مدة القراءة

2 دقائق

تحول ألمانيا من استخدام الفحم للطاقة المتجددة قصة يتعلم منها العالم دروس

2709 قراءة

اليوم الأول من شهر أغسطس، يتذكر صاحب العيون الزرقاء اللامعة هانز سفان -ذو الواحد وسبعين عاماً- أيام شبابه في منجم زول فرين للفحم حيث كان يعمل في مدينة ايسن بالمانيا.

لقد كانت المدينة وهو نفسه مغطيان تماماً بأتربة الفحم حتى أنه أقل حركة من أي شخص سينتج عنها سحابة سوداء.

“لم تكن مزرعة خيول” يقول سفان مستخدماً تعبيره الألماني واصفاً الظروف القاسية آنذاك.

“أن ضوضاء المعدات كانت ثابتة بمعدل 110 ديسيبل وكنا نطلق على الرجال مصطلح “الراكون” وذلك بسبب البقع السوداء التي كانت دوماً تعلو وجوههم.”

اليوم، الصورة في مدينة ايسن مختلفة تماماً، فنجد أن المنجم وهو مبنياً ضخماً جداً هوائه الأسود صار في منتهى الصفاء وبدلاً من ال 8000 عامل نجد مليوناً نصف المليون من السياح بشكل سنوي.

أن منجم زول فرين هو مثالاً رائعاً للتحول البيئي الذي استطاعت تحقيقه ألمانيا لتبعد عن الوقود الأحفوري وتجد بدائل أخرى للطاقة صديقة للبيئة.

ولكن ماذا يعني هذا الانتقال الجذري لسكان مدينة ايسين؟ الإجابة على هذا السؤال هي درساً واقعياً يمكن تعلمه.

مرحلة انتقالية!

اليوم، اليوم منجمان اثنان فقط لا يزالا مفتوحان وسيتم إغلاقها بشكل نهائي عام 2018

والذي ساعد في هذه المرحلة هو استغناء ألمانيا عن التنجيم و اللجوء لاستيراد الفحم من الخارج لتلبية احتياجات الدولة من الطاقة ولكن لم يكن هذا كافياً فأنشأت الدولة عدة خطط ومشاريع للاعتماد الكلي على الطاقة المتجددة النظيفة.

تغيير الثقافة!

في أعلى قمة المنجم يوجد منصة تسمح لك برؤية المدينة من جميع الزوايا لكي ترى التغيير الشاسع الذي حدث والذي يعتبره المحليون برج ايفل الألماني.

وتسمية المنجم بذلك دليلاً على التغير الثقافي الذي ساندته الحكومة الألمانية، فمن 30 عاماً قد يسخر أي شخص من فكرة أن بلدة ايسين هي بلدة سياحية.

محاربة التلوث!

عام 1961، دعي السياسي الألماني ويلي براندت لجعل سماء ايسين زرقاء مرة أخرى وهو امراً تصور البعض انه مستحيلاً ففي هذه الأيام كان ينبغي أن تختبر الهواء قبل ان تعلق ملابسك المبللة لتجف.

حلم ويلي قد تحقق وتم التخلص من ميراثاً طويلاً من التلوث وأثبتت المانيا ان الامر ليس مستحيلاً طالما وفرت المناخ المناسب للتغيير.

مصادر : Scientific Amercian