مدة القراءة

3 دقائق

امرأة تستطيع رؤية 99 مليون لون أكثر من باقي البشر!

5011 قراءة

وجد العلماء مرأة عيناها لها نوع جديد كليًا من مستقبلات الألوان

يمكنها أن ترى 99 مليون أكثر من باقي البشر.

بعد أكثر من 25 عام من البحث، أعلن علماء الأعصاب في المملكة المتحدة أنهم وجدوا امرأة تمتلك نوع مختلف من الخلايا المخروطية – الخلايا المستقبلة التي تميّز الألوان – في عينها.

وفقًا للتقديرات، فهذا يعني أن بإمكانها رؤية 99 مليون لون اكثر من باقي البشر، ويعتقد العلماء أنها واحدة من البشر المميزين بالرؤية الفائقة – أو كما يقولون “tetrachromats رباعي الكرومات” – تعيش بيننا.

معظم البشر ” trichromats ثلاثي الكرومات”، والذي يعني أن لديهم ثلاث أنواع من الخلايا المخروطية في أعينهم.

كل نوع من الخلايا المخروطية يمكنه التمييز بين 100 لون، وعند أخذ جميع الاحتمالات في الحسبان بوجود ثلاث أنواع من الخلايا المخروطية فيمكننا تمييز حوالي مليون لون مختلف.

معظم المصابين بعمى الألوان يمتلكون نوعين فقط من الخلايا المخروطية ولذلك يمكنهم فقط رؤية حوالي عشرة آلاف لون، كما هو حال معظم الثديات، بما فيهم الكلاب والقردة، فكلهم ثنائي الكرومات.

ولكن هناك دكتورة واحدة في شمال انجلترا تمتلك أربع أنواع من الخلايا المخروطية، ويمكنها التمييز بين حوالي 100 مليون لون، ألوان لم يحلم معظمنا بها.

إذًا فكيف تحصل على نوع رابع من الخلايا المخروطية؟

فكرة “tetrachromats رباعي الكرومات” طُرحت لأول مرة عام 1948 من عالم ألماني يدعى هل دي فريس، الذي اكتشف شيئًا مميزًا في أعين المصابين بعمى الألوان.

بينما يملك المصابين بعمى الألوان نوعين من الخلايا المخروطية وأخرى متحولة والتي لديها حساسية أقل تجاه الأخضر أو الأحمر، فقد أظهر أن أمهات وبنات المصابين بعمى الألوان من الرجال لديهم ثلاث مخروطات طبيعية وواحد متحول.

والذي يعني أن لديهم أربع أنواع من الخلايا المخروطية على الرغم من أن ثلاثة فقط هم من يعملون بصورة طبيعية، وهو شيء لم يُسمع عنه من قبل.

على الرغم من هذا الاكتشاف العظيم، إلا أنه لم يُعار اهتمام كبير لرباعي الكرومات إلا في أواحخر الثمانينات، عندما بدأ جون مولون من جامعة كامبردج في البحث عن نساء لديها أربع خلايا مخروطية تعمل بشكل طبيعي.

فلو افترضنا أن هؤلاء الرجال مرروا هذه الخلايا الأربعة إلى بناتهن، فقد قدر مولون بأن 12% من نسبة السكان عندهم أربع كرومات.

ولكن كل اختباراته أثبتت أن هؤلاء النساء يمكنهم فقط رؤية نفس الألوان مثل بقيتنا، والذي يعني أن ثلاث أنواع فقط هي التي تعمل بشكل طبيعي، فهم لم يكونوا رباعي الكرومات.

ثم في عام 2007، عالمة الأعصاب جابريلي جوردن من جامعة نيو كاسل في المملكة المتحدة، والذي عمل مع مولون من قبل، قرر أن يجري اختبار مختلف للبحث عن الرؤية الفائقة.

أخذت 25 امرأة لديهم أربع أنواع من الخلايا المخروطية، ووضعتهم في غرفة مظلمة. وبالنظر إلى جهاز ضوئي، ظهرت ثلاث حلقات ملونة في أعين النساء.

بالنسبة إلى ثلاثي الكرومات، فكل الحلقات بدت واحدة، ولكن جوردان افترضت أن رباعي الكرومات الفعلي يستطيع أن يفرق بين الألوان باستخدام المخروط الرابع.

وبالفعل، واحدة من النساء المختبرة، استطاعت التمييز بين القلاق حلقات الملونة في كل الاختبارات.

قالت جوردان لفيرونيك جرينوود من جريدة ديسكوفر “لقد كنت أقفر في كل مكان.”

إذًا، لما وجدنا امرأة واحدة فقط تمتلك أربع كرومات حقيقية رعم وجود الكثير من بنات رجال مصابين بعمى الألوان؟

في البداية، كان الفريق يبحث فقط في المملكة المتحدة. ولكن المشكلة الأكبر أن جوردان كانت تفكر في أن ربعي الكرومات الفعليين لن يكتشفوا ذلك أبدًا لأنهم لن يحتاجوا إلى استخدام النوع الرابع، ولذلك لن يدركوا أن بصرهم مميز.

قالت جوردان لجرينوود: “نحن نعلم أن رباعي الكرومات موجودون، ولكن لا نعلم ما الذي يجعل أحدهم يرى ذلك بينما باقي النساء لا.”

جاي نيتز، باحثة رؤية في جامعة متشجين، والتي كانت مشاركة في هذه الدراسة تعتقد أن الأمر يحتاج تمارين وتصميم مخصص للأشكال لتفعيل قوة رباعي الكرومات.

“معظم الأشياء التي نراها ملونة تُصنع بواسطة ناس يحاولون جعل الألوان ترى لأصحاب ثلاثي الكرومات، وقد يكون عالمنا كله مجهز ليكون ثلاثي الكرومات”

بعبارة أخرى، الألوان التي نراها محدودة جدًا حتّى أن أصحاب رباعي الكرومات لن يدركوا أبدًا أنهم يملكونها.