مدة القراءة

3 دقائق

استمرار الشعور بالتعب حتى بعد حصولك على قسط من الراحة! إليك السبب

1148 قراءة

ربما اعتدت على العودة إلى المنزل بعد العمل للحصول على قسط من الراحة والجلوس على الأريكة فترة من الوقت، ولكن ماذا لو اضطررت لتطوير ذاتك والتحسين من بعض مهاراتك كقراءة بعض الكتب، ممارسة الرياضة وما إلى ذلك، بالتأكيد ليس أمامك خيار سوى الأخذ من وقت راحتك فهل حينها ستشعر براحة أكبر أم العكس هو ما سيحدث؟!

وللدهشة إن فعلت ذلك ستنقلب موازين مفهومك عن الراحة، فإذا لجأت لإستغلال بعض من وقت راحتك في تحسين ذاتك، عندها ستشعر بالراحة أكثر وربما ذلك السبب في سؤالنا هذا 

لماذا كثير من الناس يستمرون في شعورهم بالتعب حتى بعد حصولهم على قسط من الراحة؟

نرى أن معظم الناس يميلون إلى تحديد مفهوم الراحة على النحو التالي

-الإستلقاء على الأريكة، النوم في السرير

-والبعض يفضل الجلوس بدون فعل أي شئ وحتى عدم القيام بالأنشطة المنزلية

لكن الأمر كذلك؛ بينما جسدك في وضع الراحة فإن عقلك ليس كذلك، فالأنشطة ليست مادية أو حركية فقط بل هي معنوية أيضاً، وعند الإنخراط في أنشطة مثل الرياضة أو القراءة فإن ذلك يشجع النشاط العقلي الذي يؤدي إلى نتائج عكسية للراحة.

مشاهدة التليفزيون دون قصد، تصفح الإنترنت وكل تلك الأشياء تعتبر من أنواع المشاركة العقلية والتي تسبب لك تعباً أكثر، من الحقائق الهامة الآخرى أن الدماغ يحتاج إلى شئ للتركيز عليه من أجل تحقيق حالة من الراحة التكافلية. إنه يحتاج إلى هدف، فكر في نشاط يتطلب القليل من الإهتمام والتركيز مثل الإستحمام. 

في معظم الأحيان ترى نفسك تفكر في أشياء آخرى وعقلك مشغول بحل بعض المشاكل والربط بين الأفكار، هذا النوع من النشاط العقلي ضروري ومفيد ولكنه يبعدك عن الراحة بنفس الوقت، فالسماح لعقلك بالعمل المطلق هو أسرع طريق لشعورك بالإرهاق

مشاعر الإنسان لا يمكن الإعتماد عليها

عندما نثق في مشاعرنا وما نهتم به، من المرجح جداً الإستلقاء على الأريكة بعد يوم عمل طويل ولكن من أجل صحتنا يجب ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة. كذلك هو الحال أثناء العطل الأسبوعية فنحن نشعر بحاجة إلى المزيد من النوم وهذا ما يعطل أنماط النوم لدينا بعد ذلك وبنهاية المطاف نشعر بالتعب أكثر.

فما هو مفهوم الراحة حقاً؟

الراحة ما هي إلا نشاط وليس معناها “لا تفعل شيئاً” وفيما يلي طريقتين للإنخراط بأنشطة الراحة

-التبديل بين المهام

إذا كنت تعمل على الكمبيوتر لبضع ساعات فحاول التبديل والذهاب في نزهة قصيرة، إذا كنت تعمل على مشروع تقني فعليك التحول قليلا للعمل على شئ أقل إبداعاً ومن ثم الرجوع لعملك مرة ثانية، لديك إجتماعات وتقدم عروض طوال اليوم؛ إذاً ما رأيك بالعمل على مهمة أهدى قليلاً ولا تتطلب الإنطواء على أشخاص آخرين مثل إعداد الطعام لتناول العشاء!
فكلما تشارك بأي نشاط تأكد أنك تحصل على التركيز الكامل للذهن كما هو الحال عند الإنخراط في الأنشطة الأخرى، المفتاح هنا هو أن نتذكر احتياجات الدماغ والأشياء التي يحب أن يركز عليها.

-ممارسة التمارين الخفيفة

عند الحديث عن القيام ببعض التمارينات فكثيراً منا ينزعج لهذا، لكننا لا نستطيع الإنكار بأن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة تقلل من الإجهاد وتزيد من الإنتاجية والصحة العامة وقد تطيل الحياة، وتبين البحوث أن كميات منتظمة من الممارسات الخفيفة هي واحدة من أفضل العلاجات لأولئك الذين يعانون من الإرهاق والتعب، وهذه الحقيقة تنطبق على على أولئك الذين لديهم وظائف مستقرة جسدياً،
وتظهر الدراسات أن كميات خفيفة من التمارين الرياضية خارج روتينك اليومي يساعد العقل والجسم على تحقيق الراحة. كما أوجدت الدراسات التي أجراها باحثون في جامعة جورجيا أن التدريبات المعتدلة والمنخفضة الكثافة تزيد من مشاعر الطاقة، كما أشار أيضاً (باتريك أوكونور)، المدير المشارك لمختبر علم النفس في الجامعة: “هناك الكثير من الناس يعانون من الإجهاد الشديد ولا ينامون بما فيه الكفاية،

“الممارسة هي وسيلة الناس للشعور بنشاط أكثر وهناك أساس علمي لذلك،  وأيضاً لها مزايا بالمقارنة مع أشياء مثل الكافيين ومشروبات الطاقة. “

ومن خلال الدراسة، تم تقسيم المجموعات  البحثية إلى ثلاث مجموعات حيث صنفت المجموعة الأولى بأنها تمارس التمارين الرياضية المعتدلة الشدة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ستة أسابيع. أما المجموعة الثانية فقد شاركت في التمارين الرياضية ذات الكثافة المنخفضة لنفس الإطار الزمني، أما المجموعة الثالثة فلم تمارس أي تمارين على الإطلاق. وشهدت كلتا المجموعتين من الممارسين زيادة بنسبة
20 % في مستويات الطاقة مقارنة بمجموعة غير الممارسين. كما اكتشف الباحثون أيضا أن ممارسة التمارين الرياضية المكثفة أقل فعالية في تخفيف التعب مقارنة  بالتدريبات منخفضة الكثافة. وسجلت المجموعة منخفضة الكثافة انخفاضاً فى مستويات التعب بنسبة
65 % ، بينما سجلت المجموعة ذات الكثافة العالية انخفاضا بنسبة 49%. لذا من المهم أن نلاحظ  أي ممارسة أفضل من غيرها.
من أجل أن تشعر حقا بالراحة، فقد حان الوقت لوضع قاعدة جديدة وإعطاء العقل والجسم ما يحتاجه فعلا للراحة.

المصدر