مدة القراءة

٥ دقائق

إدجار آلان بو .. الكاتب الذي فهم روعة الرعب والفزع

100 قراءة

ولد عام 1809 في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.

مات أبواه في طفولته، وتولى رعايته تاجر غني من ولاية فيرجينيا يدعى جون آلان – وهو من منحه اسم آلان – أنفق عليه حتى دخل الجامعة، ثم تركه بعد ذلك.

في عام 1827 عاد إلى بوسطن، وبدأ ينشر أشعارًا ولكنها لم تحظى بالنجاح.

وبرزت موهبته الأدبية غير العادية في سن مبكرة، حتى أنه صار مسؤولا بالكامل عن تحرير مجلة أدبية كبيرة في سن الثانية والعشرين.

تزوج من ابنة عمته والتحق بالكلية الحربية.

توفيت زوجته عام 1847، فكانت الضربة التي قصمت ظهره، وانغمس في شرب الخمر.

عام 1849، وجد في أحد شوارع بالتيمور ميتًا، عن عمر يناهز الأربعون عامًا.

لقد عاش إدجار آلان بو أربعين عامًا قدم خلالها للعالم قصائدًا وقصصًا لا تنسى، وكانت عبقريته في مزج الرعب بالشاعرية وهي التي جعلت لأدبه مذاقًا خاصًا لدى الناطقين بالإنجليزية وقارئيها.

من أشهر أعماله

(قناع الموت الأحمر)

الأمير الذي حاول الفرار من الوباء الذي انتشر في المدينة وأطلقوا عليه وباء (الموت الأحمر)، فبنى لنفسه قصرًا خاصًا به وأقربائه وأصدقائه للهروب من الوباء المنتشر.

ترك الرجل شعبه ليتألم ويموت وعاش في هذا القصر، الذي صهرت أقفاله كي لا تفتح، وظل ينعم بحياة الرخاء والرغد.

ثم أعد حفلة تنكرية باهرة بين القاعات السبع الملونة التي بناها لضيوفه من أجل إبهارهم، لكن ضيفًا دخيلًا يرتدي الكفن ظهر في وسط الحفل، وحين طارده الأمير فر الضيف إلى القاعة الحمراء، لقد كان الضيف هو الموت الأحمر ذاته، وقد استطاع دخول القلعة المحصنة، وسرعان ما تساقط الأمير وضيوفه قتلى وصرعى والدم ينزف من أجسادهم.

(القلب الذي كشف السر)

تحكي قصة شابًا مختل عقليًا قتل جاره الشيخ، وقام بإزالة الألواح الخشبية في غرفته ودفن الشيخ تحتها.

وفي اليوم التالي جاءه رجال الشرطة ليسألوا عن صوت صرخة صادرة من غرفة الشيخ، سمعها الجيران ليلة أمس. الأمر سهل سيسأله رجال الشرطة بعض الأسئلة ثم يرحلون في هدوء، لا داعي للقلق.

ثم وهو يجاوبهم سمع صوت دقات قلب قادمة من تحت الألواح الخشبية، هذا صوت دقات قلب الشيخ الذي قتله. توترت أعصابه وحاول إخفاء صوت دقات القلب – الذي لا يسمعها سواه – بكل الطرق، أخذ يتكلم بصوت عالي، ثم يحرك مقعده في عنف، ويضرب بقدمه على الأرضية الخشبية.

نظر له رجال الشرطة في حيرة غير فاهمين ما الذي هاه، توتر أكثر وانهارت أعصابه في النهاية

واعترف «نعم، أنا قتلت الشيخ ودفنته هنا تحت هذه الأخشاب، هيا أخرجوه وأسكتوا قلبه الذي كشف السر «

(القط الأسود)

وهي من أشنع قصص بو وأكثرها سوادًا وقتامة، حيث كان البطل إنسانًا رقيقًا محبًا للحيوانات ويعاملها برفق، ولكنه يقع في براثن الإدمان، ويتجه إلى إدمان الهيروين، فتحولت شخصيته تمامًا، فصار يضرب زوجته ضربًا مبرحًا، وصار يقسوا على الحيوانات بشكل بشع.

ثم في يوم وهو عائد إلى منزله، أنشب القط أنيابه بساق البطل، حادث طبيعي ويحدث دائما لكن كان رد فعله غير طبيعي بالمرة، حيث أمسك بالقط وفقع عينه اليسرى بالمطواة.

ومن يومها ظل القط يطارده في أرجاء البيت مذكرًا إياه بفعلته الشنعاء، وحين وصل به الأمر إلى نهايته، فكر في عمل مشنقة بالحبال للقط، والتخلص منه للأبد.

وبالفعل شنقه وتخلص منه على تلك الشجرة، ولكن وفي أحد الأيام وجد قطًا أخر عينه مفقوعة ولكن به بقعة بيضاء، بالتأكيد هو ليس القط الأول لأنه لم يكن يمتلك هذه البقعة، ثم عاد به إلى المنزل، وكانت هذه هي خطيئته الكبرى، كان يخشى هذا القط كأنه الموت.

حيث ظلت هذه البقعة البيضاء على صدر القط تتشكل في شكل مشنقة، يوما بعد يوما ظلت تظهر أمامه مذكرًا إياه بالمشنقة التي صنعها للقط السابق.

فكان لابد له أن يتخلص منه أيضًا، فجلب الفأس وذهب ليقتل القط، فحاولت زوجته أن تمنعه، ولكنه إنهال بالفأس على رأسها لتسقط ميتةً في الحال.

فما كان أمامه سوى أن يدفنها في جدار البيت، وبالطبع دفن معها القط الأسود، وكان هذا خطأ أكبر من الخطأ السابق في إحضاره للمنزل.

ثم جاء رجال الشرطة يسألوا عن زوجته، دعاهم في مرح وهدوء لتفتيش المنزل، في كل موضع وكل مكان، ووقف بجوار الجدار الذي دفن به زوجته والقط، ثم – مع توتره وقلقه – طرق الجدار.

عندئذ دوى العواء الطويل الذي جمد الدم في عروقهم، فقاموا بهدم الجدار ليجدوا جثة الزوجة، وفوق رأسها يقف القط الأسود يرمقه بفجوة عينه المريعة، وقد فتح فمه بعواء صامت منتصر. 

ومن أعماله القصصية الشهيرة الأخرى أيضًا (سقوط منزل آشر)، (الحفرة والبندول)، (ليجيا)، (مجموعة قصصية بعنوان الحشرة الذهبية).

ومن أشهر أشعاره (قصيدة آنا بيل لي)، (قصيدة الغراب)، (قصيدة إلدورادو).

 

مصدر 1 

مصدر 2