بمقالنا هذا لا نستطيع سوى توضيح حقيقة واحدة وهي أن النجاح لا يأتي سوى من خلال بعض العادات اليومية التي تُمارس مراراً وتكراراً، ومن خلال هذا التوضيح لم يعد هناك أي مجال للتحدث عن كون أن الناجحين هم أشخاص خرجوا للعالم على هذا الشكل. ولذا فيما يلي إليك بعض الأشياء الصغيرة التي يمكنك القيام بها كل يوم والتأكد من أنك تعمد لإنفاق وقتك على أولوياتك.
ما هي أهم أولوياتك في الحياة؟ ما هي الأشياء التي تفعلها معظم الوقت؟ هل تتطابق تلك الأولويات مع المكان الذي تقضي فيه وقتك؟
إذا كان الأمر كذلك فحقاً هنيئاً لك، وإن لم يكن كذلك فسوف تحتاج للعمل أكثر حتى توفر وتقضي معظم الوقت على أولوياتك، وأيضاً التخلص من غير المرغوب فيه الذي يمنعك من القيام بما هو مهم بالنسبة لك.
من المهم أن تفكر حقاً في الطريقة التي تريد أن تنفق فيها حياتك، فمن المرجح حينها أن تشعر بالنجاح إذا كنت تنفق وقتك على ما يهم أكثر بالنسبة لك.
كما نعلم بأن الوقت بات الآن أثمن مواردنا وما علينا فقط هو استغلاله بشكل نافع وحريص حتى تتمكن من وصولك للقمة.
إذا كنت تريد أن تكون ناجحاً حقاً فاعلم بأن هناك من يستثمر وقته جيداً ويحصل على أيام السنة كاملة، وهناك الصنف الآخر من يهلك وقته دون فائدة وقد لا يحصل إلا على أسبوع فقط من السنة كلها.
لذا هناك طريقة واحدة للقيام بذلك وهي أن تأخذ وقتاً كل مساء لكتابة جدول زمني لليوم التالي. فكتابة الجدول الزمني الخاص بك له عدة فوائد أهمها:
-أنه يساعدك على تحقيق أقصى استفادة من كل ساعة كنت متيقظاً فيها.
-يساعدك على تخصيص الوقت للتركيز على أولوياتك كل يوم.
-يساعدك على اكتشاف ما إذا كنت تضيع الكثير من الوقت أم لا.
إذاً تحديد جدول زمني يجنبك الوقوع في فخ تضييع الوقت، فوقتك يساوي حياتك وأنت فقط المسؤل عنها.
كن صادق مع نفسك دائماً وعليك أن تحدد أكثر الأوقات التي تكون بها أكثر إنتاجية، ليس شرطاً أبداً أن تنجرف مع التيار الذي يخبرك بأن الإنتاجية تكون أكثر صباحاً أو مساءاً، فكل هذا يتوقف عليك أنت وحدك. الصادقون مع أنفسهم هم من يعرفون أن وضع هدف اليوم التالي في الصباح الباكر ليست أفضل فكرة إذا لم تكن أبداً شخص الصباح، بل إنهم يضعون أهدافهم على أساس أوقاتهم الأكثر إنتاجية.
دعني أخبرك بقانون (باركنسون) الذي ينص على أن ” العمل سوف يتوسع لملء الوقت المتاح لإنجازه” والمعنى أنه إذا كان لديك وقت أقل لإكمال مهمة، فمن المرجح أن تزيد من الجهد.
على سبيل المثال فكر في كيفية تنظيف منزلك عندما يتصل أحدهم ويخبرك بأنه قادم في غصون عشرين دقيقة ومدى التركيز الذي يسيطر عليك حينها حتى تستطيع اللحاق وانجاز مهمتك وهي التنظيف.
عندما يكون لديك مهمة مقررة في صباح اليوم التالي، يزيد جهدك بشكل ملحوظ عندما يكون الوقت محدودا. فإعطاء نفسك المواعيد النهائية لإنجاز المهام يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك. كما يمكنك تعيين الجدول الزمني اليومي الخاص بك وهذا بالتأكيد يساعدك على استخدام قانون (باركنسون) لصالحك، وهناك طريقة واحدة للقيام بذلك. والخطوات كالتالي وهي أن تحدد 55 دقيقة لإنجاز هدف ما ومن ثم اتخاذ 5 دقائق استراحة مع العلم أن امتلاكك لوقت محدود سوف يساعدك على تحقيق أقصى قدر من الإنتاجية خلال جلسة عمل زمنها دقيقة كما أن الفواصل العقلية البسيطة من عملك الشاق كل ساعة يمكن من إعادة تنشيط عقلك.
عليك التخلص من العديد من الإنحرافات التي تشغلك عن إنجاز العمل مثل استخدامك للإنترنت وهاتفك الجوال أو الكمبيوتر الخاص بك، ولا داعي للقلق بشأن هذا فكما نعلم أنه إذا أوقفت هاتفك المحمول ستكون رسائلك موجودة عند الإنتهاء من قائمة المهام.
خطط وقت كل يوم لرعاية نفسك وتخصيصه في الجدول الزمني الخاص بك، فعليك أن تعطي نفسك هدية من ممارسة الرياضة، أو الإسترخاء والشعور بالهدوء من الناحية المثالية على حد سواء.