مدة القراءة

2 دقائق

أسرار بطُعم الكيمياء تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية

5221 قراءة

أحيانًا لابد من الإحتفاظ ببعض الأسرار، كشفها يشكل خطورة بالغة.

إذًا ما الحل لتبقي أسرارنا ورسائلنا طي الكتمان حتي تصل فقط لقارئها المناسب؟

الحل دائما تقدمه الكيمياء، بداية من إختراع الحبر السري.

ظهر الحبر السري بطلًا في الأفلام السينمائية التي تتناول سيرة حياة الجواسيس أو قصة تحرير وطن ومازالت تلك المادة تُستعمل من قبل أجهزة المخابرات العالمية في أعمال الجاسوسية حتى الآن بالرغم من التقدم التكنولوجي الهائل الذي وصل له العالم.

 تُرى مم تتكون تلك المادة العجيبة ؟ وهل يمكن تحضيرها من مواد طبيعية متوفرة بالمنزل؟

الحبر السري يمكن وصفه وتعريفه بأنه مادة عديمة اللون والرائحة تُستخدم للكتابة, وهناك بدائل عدة لهذه المادة فإما أن تكون مادة طبيعية من المكونات المتاحة حولنا طيلة الوقت أو أن تكون مادة كيميائية تُستخدم معها نظيرتها لإظهارها. فمثلا قد يستخدم مصل اللبن وهي مادة طبيعية أو محلول سكري أو حتى عصير نباتي بشرط ألا يكون له لون أو رائحة, وهذه البدائل كلها يمكن إظهارها على الأوراق المكتوبة بتعريضها لدرجة حرارة تكفي فقط للتسخين لا الحرق, حتى تُظهر الكتابة سليمة بدون فقد أي جزء منها.

أما الكتابة بالحبر السري المكون من مواد كيميائية فهناك عدة بدائل أيضًا منها حمض التنيك ويتم إظهاره عن طريق غمس الورقة التي تحتوي كتابة سرية في محلول مخفف من كلوريد الحديد, هناك أيضًا مادة وردية اللون مستخدمة في صناعة الحبر السري وهي كلوريد كوبلت المائي, وتتحول إلى اللون الأزرق إذا ما تم تعريضها للحرارة, ومهما تعددت البدائل المطروحة لتكوين ذلك الحبر فإن البدائل المتاحة لإظهاره هي إما التسخين أو استخدام محلول كيميائي أو الاستعانة ببخار اليود.

طريقة الكتابة بالحبر السري شبيهة  تماما بما رأيتموه في الأفلام السينمائية, زجاجة صغيرة تحتوي على كمية من الحبر السري وريشة وورقة, أو يمكن ملئ انبوب قلم بتلك المادة والكتابة بها على لوح خشبي مثلا, أو على الورق, الأمر بسيط لدرجة إمكانية الكتابة على الملابس حتى الحرير منها ،ذلك الحبر يسهل كشفه بالتسخين أو بمحلول كيميائي أو ببخار اليود لذلك فإن العلماء في بحث مستمر عن أنواع جديدة منه لتضمن لمستخدميها الأمان المطلوب،  والآن إلي أحدث التطوراتفي مجال الحبر السري. 

إستطاع علماء فى فرنسا إبتكار ورقة يمكنها أن تحمل رسائل سرية  لكن فى وجود الضوء المرئي لا يمكن تمييزها عن أى ورقة عادية.

.jpg

إذًا كيف تعمل تلك الورقة؟ هل هو سحر ما أم أنها فقط الكيمياء.

تلك الورقة تم تصنيعها بواسطة العالم فرانسوا كزافييه فيلبين وزملائه من جامعة نانت، الورقة تحتوى على جزئيات الكومارين وتوجد في كثير من النباتات، ولا سيما بتركيز عال في فول التونكا، عشب الفانيليا، الجويسئة العطرة، البوصير ، العشب الحلو ، السليخة والحندقوق. وله تأثير ضوئي مشع، تتصل بالسليلوز الموجود فى ألياف الورقة. بتعريض الورقة لضوء الأشعة فوق البنفسجية بطول موجى 340 نانو متر يسبب تفاعل الكومارين وإنتاج مادة البيوتان الحلقي الثنائي dimer cyclobutane , هذه الجزيئات تكون فى حالة ثنائيات dimer ما يعني أنها تكون جريئين مترابطين مع بعضهما من نفس المركب، تكون غير مرئية تحت الضوء المرئي، لكنها مشعة تحت مصباح الأشعة فوق البنفسجية ، يكتب المستخدمون على الورقة بإستخدام مادة معينة  لإنتاج مناطق مضيئة وأخرى مظلمة .
وعند تعريض الورقة لضوء موجى أقصر من الأشعة فوق البنفسجية 254 نانومتر يتم مسح الرسالة المكتوبة وتصبح الورقة جاهزة لرسالة جديدة.
ميزة ورقة فيلبين أنها عكس الأنظمة التقليدية، ورسائلها تكون غير مرئية فى الضوء المرئى أيضاً، ولا يمكن مسحها بواسطة المحاليل، هذا يعطيها تميز فى إمكانية إستخدامها فى مكافحة التزييف والتطبيقات الخادعة.
ويستطيع المستخدمون قراءة، كتابة، أو مسح الرسائل دون الكشف عن أسرارهم مطلقًا.

المصدر: http://sci-hub.bz/10.1039/c6cc02915a