مدة القراءة

2 دقائق

أدلة جديدة تقترح أننا قد نكون خاطئين حول لماذا الشخص أيسر أو أيمن

1716 قراءة

منذ فترة طويلة تسائل العلماء لماذا يميل الناس إلى تفضيل استخدام يد واحدة بطبيعة الحال على الآخرى. نحن ما زلنا لا نفهم تماما ما هي أسباب الناس للكتابة باليد اليسري او اليمني، ولكن لعقود من الزمان قد افترض الباحثين أن المنشأ يقع داخل عقولنا.

ولكن البحوث الجديدة توفر لنا أدلة مبكرة أن ليس فقط الدماغ التي تحدد استخدام إحدى اليدين-الحبل الشوكي يمكن أن يلعب أيضا دوراً هاما.
وقد أظهر فريق دولي من علماء النفس من جامعة بوخوم في ألمانيا الآن أن النشاط الجيني في الحبل الشوكي بالفعل غير متناظر
في رحم الأم، ويمكن أن ترتبط تفضيلها لليمين أو ناحية اليسار.
ولكي نكون واضحين، هذه ليست أكثر من فرضية في مراحلها المبكرة حتى الآن – نحن بحاجة إلى المزيد من البحوث و التحقق بشكل مستقل للخروج قبل أن نخلص من عقود من العمل علي هذه المسائلة.

وأظهرت عمليات المسح بالموجات فوق الصوتية مرة أخرى في الثمانينات أدلة على أن اليسار أو اليد اليمنى تتطور في الرحم منذ وقت مبكر من الأسبوع الثامن من الحمل، ويمكن الكشف عنها بسهولة في الأسبوع العاشر.

وقد أظهرت الأبحاث أيضا أنه من الأسبوع ال 13 من الحمل، يميل الأطفال الذين لم يولدوا بعد في الرحم إلى تفضيل إما امتصاص الإبهام اليسار أو اليمين.

ولأن الحركات الذراعية واليدية بدأت من قبل القشرة الحركية في أدمغتنا، كان العلماء ينظرون دائما إلى التعبير الجيني  في القشرة الحركية وأجزاء أخرى من الدماغ لشرح لماذا يحدث هذا التفضيل في وقت مبكر جدا.

ولكن في الجنين النامي، القشرة الحركية ليست دائما مرتبطة وظيفياً بالحبل الشوكي. في الواقع، عندما تظهر أقرب الدلائل على تفضيل اليد، يظهر ان الحبل الشوكي لم يشكل بعد اتصالا مع الدماغ.

يقول الفريق: “تظهر الأجنة البشرية بالفعل عدم تماثل كبير في حركات الذراع قبل أن ترتبط القشرة الحركية وظيفيا بالنخاع الشوكي، مما يجعل من الأرجح أن يكون التماثل في التعبير الجيني في العمود الفقري تشكل الأساس الجزيئي لليد”.
وبسبب هذا، قرر الفريق التحقيق فيما إذا كان شيء ما يحدث بشكل مستقل في الحبل الشوكي قد يؤثر على السيادة.
و نظروا إلى التعبير الجيني في الحبل الشوكي من خمسة اجنة بشرية بين الأسبوع الثامن والثاني عشر من الحمل.

اكتشف الباحثون وجود اختلافات بين كمية الجينات التي يتم التعبير عنها على الجانب الأيمن أو الأيسر من الحبل الشوكي في الأسبوع الثامن. ومن المثير للاهتمام، لوحظ هذا الاختلاف في قطاعات الحبل الشوكي التي تتحكم في حركة اليدين والساقين.

كما نظر الفريق في ما كان يسبب نشاط الجينات غير المتماثلة، وأظهر أنه من العوامل البيئية التي يبدو أنها تتحكم في ما إذا كان نشاط الحبل الشوكي أكبر على الجانب الأيسر أو الأيمن.

يمكن للعوامل البيئية التحكم في التعبير الجيني من خلال شيء يعرف باسم علم الوراثة – طبقة تجلس فوق الجينوم وتحدد الجينات التي يتم تشغيلها وإيقافها.

وتشير الدراسة إلى أنه من خلال علم الوراثة أن العوامل البيئية يمكن أن تسبب المزيد من النشاط الجيني على جانب واحد من الحبل الشوكي مقارنة مع الآخر.

يقول الباحثون: “تشير نتائجنا إلى أن الآليات الجزيئية للتنظيم الجيني داخل الحبل الشوكي تشكل نقطة الانطلاق لليد”.

كما ذكرنا أعلاه، هذه دراسة صغيرة جدا ومبكرة، ومن السابق لأوانه التخلص من افتراضاتنا الحالية حول السيادة فقط. ولكنها بالتأكيد أدلة جديدة مثيرة للاهتمام و العلماء سوف يحتاجون إلى مزيد من التحقيق.