أكثر من 35 شركة سيارات وتكنولوجيا تشارك في تطوير والعمل علي سيارات ذاتية القيادة شركات مثل آبل وإنتل وبي إم دبيلو وتسلا وجوجل واوبر وفولكس واغ ونيسان تتسابق علي الدخول سريعا للسوق
شركتا فورد وبي إم دبليو صرحا بأن سياراتها ذاتية القيادة ستكون في الشوارع بحلول عام 2021.
كما أعلنت نيسان نيتها عن إطلاق سيارة “نيسان ليف” الكهربائية ذاتية القيادة في الأسواق قريبا.
حسنا يبدو أن السيارات ذاتية القيادة علي بُعد سنوات قليلة جدا من النزول للشارع وهناك اتجاه حكومي لدعم تلك السيارات ولكن هل فعلا العالم بحاجة لتلك السيارات في ذلك الوقت ؟ ماذا سنكسب أو نخسر جراء انتشارها ؟
للإجابة عن الجانب الإيجابي من التساؤل يجب أن ننظر لما تسببه سيارات الوقود للبيئة وللإنسان نفسه
– تقليل نسب حوادث السيارات الناتجة عن أخطاء بشرية حيث أن الإحصائيات تشير أن حوالي 1.2 مليون وفاة سنويا بمعدل 3,287 حالة وفاة يوميا وحوالي من 20 ل 50 مليون إعاقة تسببها حوادث السيارات سنويا.
– ستساعد السيارات ذاتية القيادة إلى تقليل انبعاثات الكربون التي تنتجها سيارات الوقود حيث ستعمل تلك السيارات بالكهرباء
– اعتمادية أفضل ورفاهية أكثر للإنسان وتقليل الحاجة لوظائف كثيرة
الإجابة عن ذلك السؤال ليست بالسهلة ولكن كطبيعة أي اختراع جديد له عيوب ستظهر مع الاستخدام لكن هناك معضلة أخلاقية قوية في إنتظار تلك السيارات, ما هي آلية اتخاذ القرار لتلك السيارات؟ إذا تم تخييرها الإصطدام بشاب أو رجل مسن أو الاصطدام بحاجز وتدمير السيارة وعليها أن تختار في أجزاء من الثانية من الاختيارات الثلاثة علي أي أساس ستتخذ القرار ؟ من الذي يحاسب قانونيا علي حوادث تلك السيارات مالكها أم مصنعها ؟ تلك الأسئلة هي المعضلات الحقيقية التي تواجه الشركات والعالم الآن ويجب أن تكون شديدة الوضوح للعامة.
نشرت شركة أبحاث السوق غارتنر Gartner تقريراً جديداً تشير فيه إلى أن #المستهلكين لا يحبذون #ركوب #السيارات_ذاتية_القيادة بالكامل، ولا يزال لديهم الكثير من #التحفظات الفعلية على مثل هذه التجربة، وذلك وفقاً لدراسة جديدة تخص السيارات ذاتية القيادة أجرتها الشركة وشملت حوالي 1500 شخص في الولايات المتحدة وألمانيا خلال الفترة من أبريل إلى مايو.
ووجدت الشركة عبر استطلاع الرأي أن 55 في المئة من الأشخاص الذين تحدثوا معهم لن يركبوا سيارة ذاتية القيادة تماماً، وأن أكثر من 70 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع سوف يفكرون بتجربة الركوب في سيارة ذاتية القيادة بشكل جزئي، وهي السيارات التي تسمح للسائق بإعادة التحكم بالسيارة في حال لزم الأمر.
وقال المدافعون عن القيادة الذاتية إن هذه التكنولوجيا سوف تعمل على جعل القيادة أكثر أمناً، حيث تشير الإحصاءات إلى أن السلوك البشري هو السبب الرئيسي لمعظم #حوادث_السيارات، إلا أن العديد من المستهلكين الذين يقارنون الأمور بما يملكون من معرفة تتعلق بالأجهزة الإلكترونية الأخرى، التي قد تعطل في بعض الأحيان أو تقوم بأداء المهام بشكل غير منتظم، ما زالوا يواجهون صعوبة في قبول فكرة الوجود داخل سيارة يمكنها أن تفشل لسبب ما.
وقال مايك رامسي مدير البحوث في غارتنر “القضية الكبرى هي أن الناس يخشون من أن يكونوا في سيارات لا توفر لهم إمكانية الإمساك بزمام الأمور والتحكم بالسيارة”، وهذا يشير إلى أن أي شخص يقوم بتصميم أنظمة مستقلة للسيارات يحتاج إلى الاهتمام بشكل كبير بواجهة الجهاز المقابل للعنصر البشري، وهي الشاشات أو الأدوات أو الأنظمة الأخرى التي يستخدمها الأشخاص للتفاعل مع السيارة.
وينبغي على مصممي الأنظمة المستقلة للسيارات أخذ تلك الأمور بعين الاعتبار في حال أرادوا أن يكونوا ناجحين، حيث لا يمكن للأشخاص التواجد ضمن سيارة والشعور بأنهم لا يعرفون ما يجب عليهم القيام به، وتعتبر إمكانية الفشل التكنولوجي أو القضايا الأمنية في السيارة ذاتية القيادة أكبر مخاوف الأشخاص الذين يترددون في تسليم زمام الأمور بشكل كامل.
وأضاف رامسي أن المستهلكين الذين يترددون في ركوب السيارات ذاتية القيادة قلقون بشكل خاص من إمكانية اختلال واضطراب تلك السيارات في وضع غير متوقع، وأن فشل النظام قد يعرضهم للخطر، وأضاف الاستطلاع أن 29 في المئة من المشاركين لن يرغبوا بركوب سيارة ذاتية القيادة بشكل جزئي، وتنبع مخاوفهم من المخاوف الأساسية نفسها حول ما إذا كان بإمكان الناس الوثوق بالنظام.