مدة القراءة

3 دقائق

مدخل إلى ريادة الأعمال (3 – 4)

4059 قراءة
1

أهلًا بكم في الجزء الثالث من سلسلة مدخل إلى ريادة الأعمال، تحدثنا في الأجزاء السابقة عن تعريف ريادة الأعمال وفوائدها، وكذلك تطرقنا للحديث عن الأسباب التي تجعل البعض يرفض فكر ريادة الأعمال، وما هي الأشياء التي نحتاج إليها للدخول في عالم ريادة الأعمال، سوف نستكمل في هذا الجزء حديثنا عن الشخص الذي يستحق أن نطلق عليه لقب رائد أعمال، وكيف يمكنك أن تصبح هذا الشخص.

ما هي مواصفات رائد الأعمال؟

حتى نفهم من هو الشخص الذي يستحق أن نعتبره رائد أعمال، يجب علينا أن ننظر إليه في إطار مثلث أضلاعه الرئيسية هي: العقلية، المحفزات، السلوكيات. فإذا امتلك الشخص هذا المثلث، فإنه يستحق أن نطلق عليه لقب رائد أعمال بالفعل. لكن ما هي خصائص هذا المثلث؟ هذا ما سوف نتحدث عنه الآن.

1- العقلية.

ترتكز عقلية رائد الأعمال على وجود بعض المقومات التي يمكنه الاعتماد عليها كالتالي:

أ- الحاجة إلى الإنجاز: أي أنه شخص يسعى إلى قبول التحديات، ويتحمل مسئولية تنفيذ الأعمال للخروج بالناتج المطلوب في النهاية.

ب- الفرديّة: يجب أن يكون قادرًا على العمل بمفرده على فكرته، فلا يؤثر عليه نقص الدعم من الأفراد من حوله، ولا ينتظر رأي أحد ليعمل على فكرته.

ج- السيطرة: مقتنع أنه يتحكم في مصير عمله، وأنه لن يتأثر بأي شيء خارجي يضعف من عزيمته مثلًا، أو يمنعه عن العمل.

د- التركيز: قادر على العمل والالتزام بتنفيذ أي مهمة مطلوبة منه دون تشتيت.

ه- التفاؤل: يتمتع بقدر عالي من التفاؤل يجعله لا يتأثر بأي سلبيات تواجهه أثناء العمل، بل إنه يتمكن من تحويلها إلى فرص يمكن استغلالها، لا سيما وهو يتعامل دائمًا مع فكرة المخاطرة كعامل يواجهه طوال الوقت، فلا بد من التحكم بها.

2- المحفزات.

تنقسم المحفزات لدى رائد الأعمال إلى ثلاثة جوانب، وكل جانب منها يساعده في التعامل مع المواقف المختلفة التي يمر بها.

أول هذه المحفزات هي الكفاءة الذاتية، أي قناعة رائد الأعمال أنه قادر على تنفيذ أي مهمة في العمل مهما كانت صعوبتها. ثاني المحفزات هو الدافع المعرفي، وهو يعني رغبة رائد الأعمال في التعلم مما يحدث معه طوال الوقت، فعندما يفاجأ بوجود مشكلة، فإنه يسعى إلى التعلم منها والتفكير في حلول لها، بدلًا من شعوره بالإحباط. آخر هذه المحفزات هو التسامح مع الغموض، فعندما يقرر رائد الأعمال أن يعمل على فكرة جديدة، فإنه معرض لمواجهة مخاطر وأشياء غير متوقعة، وهنا من خلال هذا المحفّز فإنه يميل إلى التعامل مع هذه الأشياء على أنها فرص يمكنها أن تفيده في العمل، لا على أنها عائق يمنعه من تحقيق هدفه.

3- السلوكيات.

تنتج السلوكيات لدى رائد الأعمال من خلال عقليته والمحفزات التي يملكها، لذلك فإننا نرى أن جميع أضلاع المثلث ترتبط معًا بشكل كبير جدًا.

يتم تصنيف سلوكيات رائد الأعمال إلى 4 سلوكيات أساسية:

أ- الثقة: من الأشياء الهامة جدًا أن يثق رائد الأعمال في نفسه، وفي الفكرة التي يعمل عليها، وشعوره بأنه يملك الإمكانيات اللازمة للنجاح.

ب- مهارات التواصل مع الآخرين: يجب أن يكون رائد الأعمال قادرًا على التواصل مع الآخرين من حوله بشكل صحيح، وبشكل يعمل على بناء علاقة قوية بينه وبينهم بالشكل الذي يمكن أن يفيده مستقبلًا.

ج- الرأسمالية الاجتماعية: يشير هذا السلوك إلى الموارد المتوفرة لدى رائد الأعمال من خلال علاقاته الشخصية والعملية، كأن يحدد لنفسه من هم الأشخاص الذين يعرفهم، ومن يعرف هؤلاء الأشخاص، فهذه الشبكة يمكن أن تفيد رائد الأعمال كثيرًا، لا سيما في بداية عمله عندما يسعى إلى إخراج فكرته إلى العالم.

كلما زادت شبكة العلاقات الخاصة برائد الأعمال، كلما زادت الموارد المتاحة له للاستخدام.

د- التسامح مع المخاطرة: ويشير هذا السلوك إلى القابلية الداخلية لدى رائد الأعمال لأن يتقبل المخاطرة من الأساس، فبالتأكيد يوجد من يكره وجود المخاطرة في عمله، وقد يؤثر هذا على إمكانية نجاحه بشكل كبير، لكن في حالة القناعة بفكرة المخاطرة، يصبح الأمر أكثر سهولة في التعامل معه.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام حديثنا عن الشخص الذي يستحق أن نطلق عليه لقب رائد أعمال، في الجزء الأخير سوف نتحدث عن أنواع ريادة الأعمال، وبعض الأفكار التي يجب عليك أن تعرفها إن كنت ترغب في الدخول إلى عالم ريادة الأعمال. نلقاكم على خير.