مدة القراءة

2 دقائق

لم تنتهي بعد

1123 قراءة

المحتويات

العبودية

لم تنتهي بعد

نحن في أواخر العام 2016م لا شئ يميز هذا العام عن اعوام حتي ما قبل الميلاد فيما يتعلق بالعبودية سوي أن العبودية في تزايد مستمر , العبودية تعني امتلاك الانسان للإنسان غير ان هذا الوباء الأخلاقي و الاجتماعي ظهر منذ ألاف السنين و كان اهم مصادره هو الإغارات و الحروب في حضارات مثل المايا و الأنكا حيث استخدموا العبيد في الاعمال الشاقة و الحروب , ايضا في مصر حينما تطورت الزراعة كان هناك حاجة للأيدي العاملة للقيام بالاعمال المرتبطة بالزراعة بالاضافة الي تشييد القصور , في الحضارات القديمة مثل الهند و الصين استخدم العبيد في القيام بالاعمال المنزلية  و العسكرية و البناء , المثير للدهشة ان في بلاد الاغريق حيث أثينا رغم ديمقراطيتها كان معظم سكانها من العبيد .

يقدر عدد الناس في العبودية في الوقت الراهن بـ 27 مليون شخص و هو ضعف عدد الاشخاص الذين تم أخذهم من افريقيا عبر المحيط الأطلسي اثناء تجارة الرقيق من افريقيا الي امريكا و منطقة الكاريبي هذة التجارة التي تم حظرها سنة 1807 م بعد ان سجلت رقم 12.5 مليون شخص افريقي , اما هذا الرقم الحالي المقدر ب 27 مليون شخص تم الوصول اليه نتيجة أبحاث قام بها الباحث Kevin Bales رغم ان المصادر الاساسية للعبودية قديما قد انتهت أو تم حظرها كالإغارة و الحروب و تجارة الرقيق الا ان الباحث اوضح ان السبب في هذا الرقم يرجع الي أسباب اخري مخيفة مثل النمو السكاني السريع و الفقر و الفساد الحكومي .

كثيرا من الناس يظنون ان العبودية شئ  من الماضي لكنه موجود في اشكال كثيرة في كل قارة علي هذا الكوكب بداء من الجنس الي الاتجار بالعمال الي هذا النوع من العبودية حيث يضطر الناس للعمل مقابل الحصول علي تعويضات ضئيلة , يقول الباحث انا دائما ما كنت افكر بهذا العبد الذي كان يعمل في محجر بمنطقة بشمال الهند مقتبساَ من تحقيق أجراه صحفي اخر قام بتوثيق حالات عبودية في مناطق عديدة حول العالم لكن في هذه الحال سئل الصحفي هذا العامل لماذا لا تهرب رد عليه بانه يخشي العنف الاستثنائي الذي قد يحل به من مقاول هذا المحجر .

ربما لا تعلم ان ليس كل العبيد من افريقيا كما هو شائع تاريخيا لكن وجد ايضا في بعض الجماعات الامريكية و الاوروبية , خلال الامبراطورية العثمانية كان يساق الاوربييين من اوروبا الي دول شمال افريقيا كعبيد .

البرازيل ايضا كانت لديها ما يسمي بالقائمة القذرة و هي قائمة اصحاب العمل الذين طبقوا نظام السخرة في العمل و مؤخرا تم اطلاق سراح 2700 عمال من مناجم الفحم عملوا في ظروف اشبه بالعبودية وفقا لما قالته منظمة السلام الاخضر .

الامر لا يختلف في باكستان حيث هناك 3.3 مليون طفل عامل في باكستان و هذا رقم مخيف جدا .

في الهند الكثير من الاطفال و الكبار يعملون في ظروف قاسية بسبب الفقر و نظام العمل السائد ان العمال بما يحصلوا  عليه من أجر ضئيل لا يمكنهم من دفع حتي ديونهم لذلك يظل كل منهم عالقا في هذا الظرف مدي الحياة .

حتي الان لم نصل الي نقطة الا عودة فيما يتعلق بالعبودية لكن هناك سبب لنكون متفائلين حيث العديد من الانظمة و التشريعات قد تغيرت في السنوات السابقة بالاضافة الي وجود شركات اصبحت مدركة حقوق العامل فضلا عن مةقف الحكومات في استعدادها لإتخاذ القرارات اللازمة و من ثم يمكن القضاء علي العبودية.