من وجهة نظر العلماء كان يجب أن يجدوا تفسير منطقي محدد للحالة الذهنية المسماة بالسعادة , لكي يفهموها جيدا و من ثم يستطيعون تحديد وسائل تصل بالأفراد إلى هذه الحالة الضرورية للحياة .
ذكرتٌ في الجزء الأول من المقال .. بعض من المواد الكيميائية العصبية” Neurochemicals ” اللتي تؤثر على سعادة الأفراد .. و إليك الباقي :
– الإندورفين (Endorphin ) : هو جزئ يتكون من سلسلة عديد الببتيد , و يسمى قاتل الألم و هي عبارة عن مادة مسكنة تفرزها الغدة النخامية أثناء ممارستنا للمجهود البدني , بحيث تساعدنا على تخفيف الألام و الشعور بالراحة .. مما يجعنا نسمر في مجهوداتنا البدنية اليومية بدون ملل أو توقف .
و تقوم أجسادنا بـ إنتاج المزيد من هذه المسكنات الطبيعيه أثناء التمارين الرياضية المرهقة .. حيث نجد أن الأشخاص الرياضيين يمكنهم تحمل الألم الجسدي أكثر من غيرهم .
– الأدرينالين (Adrenaline ) : هو هرمون تفرزه الغدة الكظرية ، يعمل على زيادة نبض القلب و إنقباض الأوعية الدموية وبالمجمل يؤدي إلى تحضير الجسم لحالات الكر والفر لذالك يسمى بـ “جزيء الطاقة” .
يتدفق إنتاج الأدرينالين أثناء القيام بأشياء تثير هلعك كـ مشاهد أفلام الرعب .. أو عند التعرض لمواقف تثير خوفك .. و يمكن أيضا تحفيز إفراز الأدرينالين عن طريق أخد أنفاس متتالية سريعة و قصيرة.
و أيضا نرى بعض الأشخاص في حالات الملل يقومون بالخروج من دائرة الراحة الخاصة بهم حيث يقومون بأمور خطيرة مثل القفز المؤمن مما يحفز إفراز الأدرينالين فـ يولد شعور مفرط بالطاقه و السعادة .
– الأوكسيتوسين (Oxytocin ) : هو هرمون يتم تصنيعه في الدماغ , و من المعروف و المتداول عنه إحدى وظائفه البيولوجية و هي المشاركة في عملية الإنجاب ( الولادة ) لدى الأناث , حيث يزيد من الإنقباضات المتتالية لـعضلات الرحم فـ يزيد من حركية الرحم مما يساعد في إتساع عنق الرحم أثناء الولادة .
ولكن ليس هذه فقط الوظيفة الوحيدة له .. حيث أن له وظيفة ذات أهمية كبرى و هي المشاركة في شعورنا بالسعادة حيث أن هناك من أطلق عليه إسم هرمون العناق ( أو هرمون الحب ) فـقد أثبتت الدراسات أن هذا الهرمون يتم تحفيزه و يفرزه الجسم عن طريق الروابط الجيدة عموما سواء كانت روابط بشر بـ بشر أو روابط بشربـ حيوانات أليفة .
فـ المواقف العاطفية و العناق و تبادل المشاعر الجيدة .. هم من أهم أسباب إفراز هرمون الأوكسيتوسين و اللذي بدوره يقوم بتعزيز السمات الشخصية مثل الثقة في النفس و في الغير والإيثار والإنفتاح .
ويرفع هذا من إدراكنا بأهمية وجود نشاطات إجتماعية في حياتنا اليومية ولا يكفي التواصل بين الأفراد عن طريق مواقع التواصل الجتماعي أو عبر المكالمات الهاتفية فقط .
الأوكسيتوسين يستخدم أيضا كعلاج للأمراض النفسية و بعض الاضطرابات كما أنه ينشط مناطق دماغية في الأطفال الذين يعانون من التوحد .
– جابا (GABA ) : هو جزئ مضاد للقلق حيث أنه يلعب الدور الرئيسي في الحد من إستثارة الخلايا العصبية في جميع أنحاء الجهاز العصبي و توفر هذا الجزئ في أجسامنا يخلق لنا شعورا بالراحة و عدم القلق.
و يمكن تحفيز إفراز جزيئات GABA بشكل طبيعي في الجسم عن طريق ممارسة اليوجا و تمارين التأمل المختلفة , حيث أثبتت دراسة وجدت في “مجلة الطب البديل والتكميلي” “Journal of Alternative and Complementary Medicine” قارنة هذه الدراسة بين ممارسين اليوجا بعد جلسة يوجا لمدة 60 دقيقة و بين المشاركين الذين قرأوا كتاب لمدة 60 دقيقة فوجد أنه هناك زيادة بنسبة 27٪ في مستويات GABA لدى المشاركين بعد جلسة اليوجا ، فـتشير الدراسة إلى أن اليوجا تزيد من مستويات GABA بشكل طبيعي.
و الأن يمكننا جرد و تعديل عاداتنا وإختياراتنا اليومية للحفاظ على حياة متوازنة و إستغلال وسائل السعادة الطبيعية في أجسامنا .