مدة القراءة

2 دقائق

تطور تسريبات المعلومات عبر التاريخ !

2092 قراءة

الشعوب في مختلف العصور و البلدان عادة ما تهتم بشكل خاص بمعرفة كل ما هو “سري” او لا يجب نشره و الافصاح عنه من وجهة نظر الدولة او النخبة الحاكمة!

سوف نلقي نظرة من خلال هذا الموضوع علي لمحة تاريخية سريعة عن “التسريبات” قديما و التي تمت بالطرق التقليدية و نتعرف علي تطور تلك الطرق و الوسائل مع مرور الوقت وحتى يومنا هذا، حتي أصبحت هذه التسريبات وسيلة في يد الأفراد و الشخصيات العامة و منظمات المجتمع المدني التي لا مفر أمامها من مواكبة العصر الرقمي الحديث و التطورات في وسائل الحراك السياسي و التأثير في مسار الأحداث و عملية صنع و إتخاذ القرار.   

منذ حقبة الحروب الفارسية التي وضعت الإغريق في مقابل الفرس في أوائل القرن الخامس قبل الميلاد، نلاحظ وجود آلية التسريبات و الافصاح عن معلومات خطيرة و سرية أدت إلي عواقب لا يمكن تجاهلها. واحد من الأمثلة المأساوية في أثناء تلك الحروب يحكي أن الجنرال بوسانياس، القائد العسكري الاغريقي، قد أرسل واحدا من عباده برسالة إلى ملك بلاد فارس .

و عندما قام ذلك العبد، أرجيليوس، بفتح الرسالة وجد في نصها أن بوسانياس مستعدا لتقديم الدعم لجيوش الفرس إذا كانوا يخططون لغزو اليونان.  بل و أكثر من ذلك، فقد تقدم بوسانياس بإقتراح أن يقتل الرسول الموكل له إيصال الرسالة، لضمان السرية التامة.  أرجيليوس بهدف إنقاذ حياته، قرر إحالة الرسالة إلى السلطات الإغريقية. بالطبع تم توجيه لبوسانيوس اتهامات بالخيانة – وقد بدأ عقابه من قبل عقوبة الإعدام، فقد تم الحكم عليه  بالسجن في معبد أثينا دون أي طعام حتى يموت .

Greek-Persian_duel.jpg

تكررت أمثلة مشابهة من تسرب معلومات سرية في مختلف الحضارات والإمبراطوريات الأخرى. ففي قلب الحضارة الرومانية نجد تسريب لمجموعة من الوثائق التي ظهرت عند باب ماركوس توليوس شيشرون، الكاتب الروماني وخطيب روما المميزو قنصل مجلس الشيوخ الروماني. وجد شيشرون علي بابه مجموعة من الرسائل بها وصف لتفاصيل الانقلاب. 

رغم أن تلك الرسائل لم يتعارف علي مصدرها إلا ان من خلال نشر هذه الرسائل، كان شيشرون قادرا على إقناع زملائه في مجلس الشيوخ أن الجمهورية الرومانية مهددة. و بعد ان تم فضح محاولات النقلاب و القبض علي جميع المنظمين لها و المشتركين فيها تم السماح لشيشرون بالإشراف شخصيا على تنفيذ حكم الاعدام على الفور لجميع الخونة .