الهيدروجين هو بترول المستقبل – بالعربي

إن البشر قد استغلوا غاز الهيدروجين في شتى الصناعات من إدخاله في صناعة معجون الأسنان وصولاً لاستخدامه في دفع الصواريخ إلى الفضاء وبعد عقداً من التطبيقات المختلفة يجد الهيدروجين طريقاً لسيارتك العائلية.

فالهيدروجين الخام مادة قابلة للاشتعال عند خلطه بالأكسجين تماماً كوقود السيارة الفرق الأكبر بين المادتين هو ان العادم الصادر من اشتعال السيارة هو الماء والماء فقط فلا نجد غازات سامة كأوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون وهم الغازان المتسببان بشكل رئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يشهده العالم حالياً.

الميزة الأخرى في غاز الهيدروجين هو إنه على عكس الوقود الحيوي لن ينفذ من على الأرض ما حيينا فهو ببساطة يستخرج من الماء عن طريق فصل ذرات الأكسجين عنه ومن ثم يحترق ويتحول مرة أخرى إلى ماء وهكذا.

ولأن استخراج الهيدروجين لا يتم حالياً على نطاق واسع مثل البترول لن نجد الكثير من الشركات الكبرى التي قد تتبناه في سيارتها التي تعمل على محركات الحرق الداخلي ذلك بالإضافة لصعوبة تصميم خلايا الوقود الهيدروجيني.

ولكن كل هذه العقبات لم تمنع عملاقة السيارات اليابانية هوندا من تصنيع وإنتاج أول سيارة تعمل بالهيدروجين للعامة فالكثير من الشركات قد طورت نماذج أولية لهذه السيارات داخل معاملها ولكن كان لهوندا السبق في تسويق هذه السيارة والتي لاقت ترحاباً من حكومات المجتمع الغربي حتى أن بعض البلدان كإنجلترا قد عفت هذه السيارة من الضرائب الجمركية وضريبة التسيير كحافز للمواطنين بالقدوم على شرائها نظراً لأنها سيارة صديقة للبيئة.

على الجانب العملي، يمكن لهذه السيارة أن يعاد ملأها بالهيدروجين عن طريق محطات خاصة في مدة 5 دقائق فقط وهي قادرة على السير على خزان واحد مسافة 300 ميل أي حوالي 480 كيلومتر.

السيارة نفسها والتي أطلقت عليها هوندا اسم كلاريتي (بدأ إنتاجها عام 2008) لا تختلف عن أي سيارة معتادة شكلاً وموضوعاً فهي لها قدرة 134 حصان وتسارع متوسط كأي سيارة عائلية وربما هذا هو أهم أسباب نجاح هذه السيارة لأنه يمكنك بسهولة أن تقتني واحدة غداً ولن تشعر ابداً بأي فرق عن سيارتك السابقة.

نحن في عالم مستقبل طاقته الحيوية شبه مظلم ووقوده الأحفوري لن يدوم طويلاً حتى أن أكبر موردي البترول في العالم وهي السعودية تطو حالياً  خططاً للاستغناء عن البترول كمورد للطاقة ومصدراً للدخل لذا يبدو أن الهيدروجين هو الطريق الوحيد للأمام ربما حتى تستطيع شركة تسلا للتوصل لطريقة لشحن سياراتها في وقت أقل.