مدة القراءة

2 دقائق

الماريجوانا (الحشيش) يحمى من الاصابة بالزهايمر !

2088 قراءة

صدرت دراسة مؤخراً من معهد سولك للدراسات البيولوجية وهو معهد بحثي مستقل غير ربحي بولاية كاليفورنيا عن فائدة طيبة جديدة لنبات الماريجوانا فى الحماية من الاصابة بمرض الزهايمر.

نصت الدراسة على ان نبات الماريجوانا يحتوى على مُركب يسمى تتراهيدروكانابينول  “THC” أثبتت التجارب قدرته على ازالة الكتل السامة من بروتين “اميلويد بيتا ” فى المخ الذى يُعتقد انه السبب فى بداية تطور مرض الزهايمر. ويدعم هذا الاكتشاف نتائج لدراسات سابقة قد وجدت أدلة علمية على وجود آثر وقائى لمُركبات المواد المخدرة مثل “THC” على مرضى الأعصاب.
وصَرح دكتور دافيد شوبرت من الفريق  الذى أعد الدراسة ويرأس معمل الخلايا العصبية الخلوية فى معهد سولك 

“بالرغم من وجود دراسات سابقة وجدت ادلة على أن مُركبات المواد المخدرة لها قدرة على حماية الأعصاب من أعراض الزهايمر, الا أننا نعتقد ان هذه الدراسة هى اول بحث يبرهن على ان مُركبات المواد المخدرة تؤثر على التهاب وتراكم بروتين الاميلويد بيتا  فى الخلايا العصبية المؤدى لمرض الزهايمر”

وقد اختبر الفريق الذى أجرى الدراسة آثار ال THC على خلايا عصبية بشرية تم زراعتها فى المعمل لمحاكاة آثار مرض الزهايمر.و اذا كانت هذه اول مرة تسمع عن هذا المُركب الخاص جداً مُركب ال THC, فهو ليس فقط المسئول عن أغلب الآثار النفسية للماريجوانا وذلك بفضل خصائصه الطبيعية كمخفف للألآم ولكن أيضاً تم وصفه كعلاج فعال لأعراض الكثير من الأمراض مثل الايدز والعلاج الكيميائى والآلام المزمنة واضطرابات ما بعد الصدمات والسكتة الدماغية.
كل هذه الأسباب جعلت من مُركب THC محل اهتمام الباحثين فى صناعة العقاقير، ويعكف الكثير من الباحثين حالياً على تربية خميرة مُعدلة وراثياً والتى يمكن أن تنتج هذا المُركب بكفاءة أعلى يمكن من خلالها تصنيعه معملياً.

ويعمل مُركب ال THC عن طريق مروره من الرئتين الى مجرى الدم. وهنا يقوم بربط نوعين من مستقبلات الاستشعار في الجسم وهما مستشعري المواد المُخدرة 1 و 2 وتوجد هذه المستشعرات على سطح الخلايا فى جميع أنحاء الجسم. وفى المخ تتركز هذه المستشعرات فى الخلايا العصبية المسئولة عن السعادة، الذاكرة، التفكير و ادراك الوقت.وعادةً ترتبط هذه المستشعرات مع فئة من الجزيئات الدهنية التى تسمى “اندوكانابينويد” والتى يكونها الجسم أثناء ممارسة اى نشاط بدنى لتعزيز التواصل بين خلايا المخ.

لكن يستطيع مُركب ال THC أن يرتبط بهذه المستشعرات بنفس الطريقة، وعندما يحدث هذا تبدأ جزيئات ال THC العبث بقدرة مخك على التواصل مع نفسه وهو شىء يمكن أن يكون جيد وسىء فى نفس الوقت، لأته من المُحتمل أن تنسي شيئ مهم او أن تشعر فجأة بعد القدرة على حمل مضرب بيسبول او أن تشعر بالرغبة فى أكل كميات كبيرة من الطعام.
على مر الأعوام الماضية اقترح الباحثون أن ربط هذه المستشعرات بمُركب ال THC قد يكون له تأثير على شيخوخة المخ لأن الأبحاث قد أظهرت قدرة ال THC على مساعدة الجسم فى التخلص من التجمعات السامة لبروتين الأميلويد بيتا المسبب للزهايمر.

حتى الآن غير مؤكد تماماً ماهي الأسباب المُسببة للزهايمر ولكن يُعتقد انه نتيجة لثنائية من الآفات: صفائح الأميلويد التى ذكرناها و التشابُك الليفى العصبى.
صفائح الأميلويد تتواجد بين الخلايا العصبية كعناقيد سميكة من جزيئات الأملويد بيتا وهو نوع لزج من البروتينات تتجمع معاً بسهولة، أما التشابُك الليفى العصبى فيحدث بسبب بروتينات “تاو” مَعيبة تتجمع فى شكل كُتلة سميكة غير قابلة للذوبان فى الخلايا عصبية.
ليس من الواضح حتى الآن لماذا تبدأ هذه الآفات فى الظهور فى المخ، ولكن فى عام 2006 وجد باحثون فى معهد سكريبس للأبحاث أن مُركب ال THC يمنع تكوين صفائح الأملويد عن طريق حجب الانزيم الذى يقوم بانتاجهم فى المخ. والآن شوبرت وفريقه استطاعوا اثبات ان هذا المُركب يمنع الالتهابات الخطيرة للخلايا العصبية ويضمن بقاءهم سالمين.

دراسة مثيرة ولكن حتى الآن تم تجربتها فقط على الخلايا العصبية المُصنعة فى المعمل، ولذلك تُعتبر الخطوة القادمة لشوبرت وفريقه مراقبة الصلة بين مُركب ال THC وبين انخفاض الالتهابات وتكون صفائح الأملويد فى تجارب سريرية على البشر.

مصدر نشر البحث مجلة نيتشر (1) 
Science alert 2