مدة القراءة

2 دقائق

السبب في أن عشاق الموسيقى الكلاسيكية هم الأكثر ذكاء

5201 قراءة

ربما قد سمعت من قبل عن أباء يجعلون أطفالهم يستمعون لبعض الموسيقى على أمل أن يكونوا أكثر ذكاء، والواقع أن الدراسات العلمية تبين أن الموسيقى، وخاصة الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن تساعدنا حقاً في تحسين أدمغتنا وكذلك في التعلم.

ولسوء الحظ، يميل الناس لفهم هذا الموضوع بشكل خاطئ مما يؤدي إلى اثنين من النتائج حيث نرى البعض يقوم بوضع عدة أغاني في اسطوانة خاصة به ومن ثم الإستماع إليها لبضع ساعات على أمل أن يكون عبقري وهذا بالطبع ينظر إليه على أنه أمر سخيف، أما النتيجة الآخرى هو أن البعض الآخر ينظر إلى هذا السيناريو السخيف ويخلص إلى أن الموسيقى لا تساعد على تحسين الدماغ على الإطلاق وهذا أيضاً أمر خاطئ.

لكن نظرة سليمة على الفوائد العقلية للموسيقى الكلاسيكية يعطي صورة أكثر دقة بكثير. حسناً ؛ فالإستماع إلى الموسيقى لساعات وساعات لا يعني إطلاقاً الإختلاف بين الطفل كونه غبي وكونه اينشتاين المقبل، ولكن إذا كنت تفهم ما تفعله الموسيقى لأدمغتنا، فسوف تفهم أنها تحدث فرق ملحوظ حتى لو كان صغيراً.

“لا شيء يحدث بين عشية وضحاها، الفوائد تتراكم على مر الزمن.”

حيث أخذ العلماء نظرة على آثار الموسيقى بشكل عام والكلاسيكية بوجه خاص على أدمغتنا، وأوجدت بعض الدراسات أن الأفراد يحفظون الأشياء بشكل أفضل أو أداء أفضل على اختبارات التعلم بعد الإستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية.
وفي عام 2004 أوجدت دراسة آخرى والتي فحصت نشاط أدمغة الفئران بعد الإستماع للموسيقى أنه قد زاد التعبير الجيني لديهم، عامل النمو العصبي، مركز التعلم والذاكرة، وأيضاً بروتين النمو المتشابك. وبلغة الشخص العادي فإنها تعني خلق الدماغ للمواد الكيميائية رداً على تحفيز الموسيقى.

الموسيقى لا تجعلك فقط  أكثر ذكاء، بل تشعرك أيضاً بأنك أفضل

بالإضافة إلى تعزيز الذكاء، قد أظهرت دراسات أخرى أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن يكون لها فوائد أخرى.
فالموسيقى الكلاسيكية يمكن أن تساعد في تخفيف القلق كما هو مبين من قبل الأطباء اليوم حيث يستخدمون العلاج بالموسيقى للمساعدة في علاج الاضطرابات مثل الخرف وضعف النوم. ومن الواضح أنه حتى لو كنت غير مقتنع بأن الاستماع إلى الموسيقى يجعلك أكثر ذكاء، إذاً  ليس هناك شك في قدرتها على تحسين صحتك من نواحي آخرى.

اختر الموسيقى المناسبة لك، فإنها لا تعمل إلا إن كنت تستمتع بها

كل ما هو مذكور أعلاه  يوضح أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية مفيد، ولكن هل بالضرورة أن تكون الموسيقى كلاسيكية؟ وهل الإستماع لموسيقى آخرى كموسيقى الروك تخلق نفس التأثير؟
الجواب لحد ما هو “نعم”، فبشكل عام تعمل الموسيقى كمنشط للدماغ حيث الإستماع للموسيقى يساعد الدماغ على بناء مسار بين الذاكرة الخاصة بك والمركز العاطفي ولكن العامل المميز هو ليس بالضرورة أن يكون نوع معين من الموسيقى إنه يتوقف فقط على ما تريده أنت، فإذا وجدت أن الموسيقى الكلاسيكية تشعرك بالملل حينها لن تنشط دماغك كثيراً.
ولكن دعنا لا نخفي الجانب المشرق للموسيقى الكلاسيكية، حيث هناك بعض الصفات الفريدة للموسيقى الكلاسيكية التي تجعلها أكثر فعالية من غيرها، الموسيقى الكلاسيكية هي أكثر تعقيدا بالمقارنة مع موسيقى الروك أو البوب مما يعني أن تأثيرنشاط الدماغ أكبر عندما يعالج  هذه الأغاني.

 كما أنها تجعلك أفضل استرخاء بدلاً من تعزيز قوة عقلك مباشرة فالموسيقى الكلاسيكية يمكن أن تخلق بيئة أكثر هدوءاً وملائمة للتفكير
لكن ليس معنى هذا أن تجبر نفسك على الإستماع للموسيقى الكلاسيكية إذا وجدت أنها مملة وغير مهتم بها فعليك أن تختار ما يناسبك،
النقاش حول كيفية تأثير الموسيقى على الدماغ لن تنتهي مع عدد قليل من الدراسات، ولكن يظهر البحث أن الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن تفيد الدماغ والصحة العامة، وأيضاً  لا تأخذ هذا بأن الاستماع إلى سيمفونية واحدة ستعزز بشكل دائم معدل الذكاء الخاص بك بنسبة 10 نقاط أو أن عليك أن تقتصر على سماع الموسيقى الكلاسيكية، فالمقصود أن الموسيقى التي تستمع إليها يجب أن تكون مستمتع ومهتم بها.

وأخيراً يجب أن تعلم أنك الوحيد القادر على تحديد مدى استفادتك من ما تستمع إليه فحاول دائماً انتقاء الأفضل لك.

المصدر