1917 قراءة
المحتويات
قد لفت انتباهي في واحده من أعظم محاضرات تيد عندما كان الحديث عن الإكتئاب وما يمثله لدي البعض منا ،وقد ساورتني بعض الأسئله فيما إذا كنا محقين عما نردده كل يوم من أننا نعاني من الإكتئاب كلياً، فنحن حينما نشعر بالحزن أو بالمزاجيه المنخفضه فعلي الفور نصيح ونردد بأن ما نعاني منه هو الإكتئاب فهل بالضروره أن هذا الشعور متماثل لدي الكل ؟!
ولكي نجيب علي هذا السؤال دعنا عزيزي القارئ نوضح أولاً ما يعنيه الإكتئاب.
ما معني الإكتئاب؟
حيث ترددت معاني كثيره للإكتئاب سواء كان ذلك بعبارات مجازيه أو حتي بعبارات لغويه ،لكن ما يعنيه الإكتئاب بالفعل هو هذا الشعور المستمر بالخوف دون أن تعلم ما يخيفك وأن الحياة محاله مع هذا الألم ،كما أننا لانقدر أن نقول بأنه مشكله كيميائيه فقط أو حتي سيكولوجيه نفسيه لكنه هذا الأمر المتداخل الذي يجمع بين المشاكل الكيميائية والنفسيه في أن واحد .
فهل نحن علي حق حينما نقول أننا نعاني من الإكتئاب فور شعورنا بالخوف والألم ؟!سأترك لك هذه الإجابه ،لكن أتعلم أنه حين يتملكنا شعور الخوف وقلة المزاجية من وقت لأخر ،أن بعض الناس يواجهون هذه المشاعر بشكل مكثف لفترات طويله من الزمن قد تدوم أسابيع شهور أو حتي سنوات فالإكتئاب هو أكثر من مجرد مزاج منخفض بل إنه علي العكس حاله خطيره قد تقلب حياتك رأساً علي عقب دون حتي الشعور بذلك ،فهو قد يسبب أعراض حاده تؤثر علي كافة ما تقوم به من أنشطه كالنوم ،التفكير ، تناول الأطعمه ،العمل وإلي ما ذلك من أنشطه يوميه.
كما أنه قد تراودك أفكار الإنتحار والموت ،مشاعر اليأس وزوال البهجه ،عدم الإهتمام بالجلوس مع من تحب فكل هذا وأكثر قد يكون سببه الحقيقي هو الاكتئاب.
لكننا بهذا المقال نود أن نركز أكثر علي درجة تأثير الإكتئاب علي الرجال والسيدات فهل هذا التأثير متماثل عند الجنسين ؟!
إختلاف تأثير الإكتئاب عند كل من الرجال والسيدات
ومن خلال الدراسه وجد الباحثين أن الإكتئاب له تأثير مختلف علي نشاط عقل كل من الجنسين الذين يعانون من الإكتئاب ،كما ظهر أن الرجال والنساء يعانون الإكتئاب بطرق مختلفه وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص في المراهقين وبحلول سن الخامسة عشر عاماً تكون الفتيات أكثر عرضه مرتين للإصابه بهذا المرض مقارنة بالفتيان وقد يرجع ذلك لعدة أسباب منها إختلاف صورة الجسم ،التقلبات الهرمونيه وأيضاً العوامل الوراثيه ،كما أن الفتيات أكثر عرضة لخطر وراثة الإكتئاب. ولا ننسي أن الرجال معرضين أكثر للمعاناه من الإكتئاب الدائم .. ويوضح (جي يو تشوانغ ) الباحث بجامعة كامبريدج أنه بالمقارنه مع النساء ،الرجال الذين يعانون من الإكتئاب معرضين اكثر للمعاناه من العواقب الخطيره للإكتئاب مثل تعاطي المخدرات والإنتحار ،وعلي الرغم من هذا فقد ركز معظم الباحثين علي الإكتئاب في النساء لأنه أكثر شيوعاً
دراسة الإختلاف بين كل من الجنسين
وهذا ما دفع (تشوانغ) وزملاؤها إلي إجراء هذه الدراسه الأخيرة ﻹيجاد الإختلاف بين الرجال والنساء المصابين بهذا المرض حيث استعانت بالمتطوعين المراهقين للدراسه والذين تتراوح أعمارهم ما بين الحادية عشر عاماً والثامنة عشر كما شمل أيضاً اثنان وثمانون من الإناث وأربعه وعشرون من المرضي الذكور وأيضاً أربعه وعشرون من الإناث ،وعشرة من المتطوعين الأصحاء من الذكور ،حيث قام الباحثون بتصوير أدمغة المراهقين بالرنين المغناطيسي في حين تومض كلمات سعيده وأخري حزينه أو محايده علي شاشة بترتيب معين ،كما قام المتطوعين بالضغط علي زر معين عندما تظهر كلمات معينه ويتوقفون عن فعل ذلك عند ظهور كلمات اخري ،في ذلك الوقت قام الباحثون بقياس نشاط أدمغتهم طوال التجربه ،عندما تومض مجموعات معينه من الكلمات علي الشاشه ،ولاحظوا أن الإكتئاب يؤثر علي نشاط الدماغ بشكل مختلف بين الإناث والذكور في مناطق معينه من الدماغ .
إذاً ما معني هذه النتيجه ؟
تشير النتيجه إلي أن الإكتئاب قد يؤثر علي الدماغ بشكل مختلف بين الفتيان والفتيات في مرحله مبكره من المراهقه ،كما تشير (تشوانغ) إلي أنه ينبغي النظر في إستراتيجيات الوقايه من الإكتئاب الخاصه “بالجنسين في مرحله مبكره من المراهقه ونأمل أن تؤدي هذه التداخلات المبكره إلي تغيير مسار المريض قبل أن تزداد الأمور سواءاً “ولكن ما زالت هناك الحاجه لمزيد من العمل لفهم لماذا تتأثر بشكل مختلف لدي كل من الجنسين ،ولأن الإكتئاب أكثر شيوعاً لدي الفتيات فلم يتمكن الباحثون من توظيف أكبر عدد ممكن من الفتيان في هذه الدراسه ،وينبغي أن تقارن التجارب المستقبليه أعداد مماثله من الفتيان والفتيات للحصول علي نتائج أكثر تمثيلا.
المصادر :
